طفا إلى السطح مجددا ملف استقالة الأخضر الإبراهيمي المبعوث المشترك للجامعة العربية والأممالمتحدة إلى سوريا بعد إثارته في السابق ونفي صاحب الشأن كل الإشاعات التي تداولت هذا الخيار، لكن تعثر جهود السلام في سوريا عززت احتمال تنازل الإبراهيمي عن مهامه في القضية السورية. ذكرت مصادر مطلعة من داخل مبنى الأممالمتحدة أن أمينها العام بان كي مون ناقش مع القوى الدولية الكبرى أمس الأول إمكانية استقالة مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، بعد الجمود الذي عرفه الصراع الدائر في المنطقة، الأمر الذي أكده دبلومسيون والمتحدث باسم الأممالمتحدة مارتن نيسيركي، هذا الأخير الذي لم يؤكد قيام الإبراهيمي بإبلاغ الهيئة الأممية والجامعة العربية بقرار استقالته، فيما ذهب أحد كبار مساعدي الممثل المشترك إلى القول أنه لا يرجح أن يعلن الإبراهيمي استقالته قبل منتصف شهر ماي. خطوة استقالة الإبراهيمي من منصبه لا تخدم في المقام الأول الصراع السوري لكنها لا تخدم أيضا عديد الأطراف المهتمة بالقضية، بدليل إصرار الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وهي الولاياتالمتحدة، روسيا، الصين، بريطانيا، فرنسا على بقاء الأخضر الإبراهيمي في منصبه ومواصلة مهامه التي تولاها منذ شهر أوت من العام الماضي بعد استقالة كوفي عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة. وتقف العديد من الأسباب وراء احتمال استقالة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية حيث بدأت تثار هذه المسألة عقب منح الجامعة العربية مقعد سوريا للمعارضة، وهي الخطوة التي شجبها الأخضر الإبراهيمي، واعتبرها خرقا للقوانين الدولية، كما يعتبر عدم اتفاق كبرى الدول على موقف موحد تجاه ما يجري على الأراضي السورية أحد الأسباب التي قد تدفع الإبراهيمي للاستقالة، الأمر الذي يرى فيه هذا الأخير عرقلة لمساعي السلام في المنطقة التي دخل فيها الصراع عامه الثالث دون إحراز أي تقدم يذكر، ناهيك عن الانتقادات التي وجهت إليه من قبل السلطات والمعارضة في سوريا على حد سواء، حيث أعلن النظام السوري نهاية الشهر الماضي أنه سيوقف تعاونه مع الإبراهيمي كوسيط للجامعة العربية بعد أن قررت نهاية مارس منح مقعد سوريا للمعارضة. وكان الإبراهيمي قد نفى استقالته من منصبه خلال جلسة الإحاطة الأخيرة أمام مجلس الأمن في 19 أفريل الماضي جدد فيها الموفد الدولي والعربي إلى سوريا دعوته مجلس الأمن الدولي إلى توحيد موقفه لوقف النزاع في المنطقة، كما قال الإبراهيمي في وقت سابق أن إعلان جبهة النصرة السورية الولاء لتنظيم القاعدة في العراق لن يغير شيئا في مهمته الدولية العربية المشتركة، مشددا على ضرورة التسوية السلمية للأزمة وإنهاء الحرب، لكنه بالمقابل لم يبدد الشائعات حول احتمال إقدامه على خطوة مماثلة مستقبلا، حين قال للصحافة ”أستيقظ كل صباح وأفكر أنه علي الاستقالة لكنني لم أقدم على ذلك حتى الآن، وربما سأستقيل يوما ما”، وهو ما ترك المجال مفتوحا أمام فرضية استقالته في أي لحظة، ودفع بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ونظيره في الجامعة العربية نبيل العربي إلى بدء مشاورات منذ أيام حول مصير الإبراهيمي، هذا الأخير الذي التقى الاثنين الماضي في واشنطن وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي حاول إقناعه بالبقاء في منصبه بحسب دبلوماسيين.