عاشت، أمس، منطقة البوني بعنابة، حالة طوارئ بعد تدهور صحة العائلات التي دخلت في إضراب مفتوح عن الطعام بعد إقصائها من قائمة المستفيدين من السكن، حيث تم تحويل امرأة حالتها خطيرة إلى المستشفى، بعد قضائها رفقة المحتجين الآخرين ليلتها في العراء والتشرد، الأمر الذي تسبب في تسجيل مضاعفات صحية لها. وتم تحويل المعنية على جناح السرعة إلى مصلحة الاستعجالات بمستشفى البوني لتلقي العلاج الفوري، ولاحتواء الفوضى والغليان الشعبي كثّفت عناصر الشرطة من تعزيزاتها الأمنية مع تطويق مقر مبنى الدائرة، وذلك تحسبا لأي انزلاق خطير، خاصة بعد اتساع رقعة المحتجين والتحاق عائلات أخرى للدخول في إضراب مفتوح عن الطعام، تعبيرا عن غضبها إزاء إقصائها من أحقية الاستفادة من الحصة السكنية التي كانت قد وُزِّعت حسب المحتجين بطريقة ملتوية، وهي القضية التي فجّرت الأوضاع الداخلية وحولت بلدية البوني إلى منطقة لا تعرف الاستقرار خاصة في الآونة الأخيرة. وفي السياق ذاته، طالبت 14 عائلة دخلت في إضراب مفتوح عن الطعام بضرورة تدخل الوالي محمد الغازي لفتح تحقيق معمق في قائمة المستفيدين من هذه السكنات والتي تم إنجازها بمنطقة بوزعرورة، من أجل القضاء على السكن الهش والبناءات الغير لائقة. وفي هذا الشأن، أكّد المحتجون أن مصالح دائرة البوني قد التزمت موقف المتفرج دون التحرك لمعاينة أوضاع السكان رغم تدهور إطارهم المعيشي، لأنهم يعيشون في أكواخ لا تتوفر على شروط الحياة الكريمة، خاصة في ظل انهيار الجدران والتشققات الأخرى، بالإضافة إلى الإنقطاعات المتكررة للكهرباء والماء الشروب. وعلى صعيد آخر، هدد المحتجون بتصعيد مستوى الاحتجاجات والتشبث بخيار إضرابهم في حال عدم الإفراج عن مطالبهم المتعلقة بالسكن ،لأنهم ملوا من التشرد والمعاناة.