تطورت، أمس، الأوضاع بعنابة بعد خروج سكان البناءات الهشة بمنطقة ما قبل الميناء والبوني إلى الشارع، تنديدا بإقصائهم من أحقية الاستفادة من السكنات الاجتماعية، والتي وزعت حسب المحتجين بطريقة “بني عميس”، وهو الأمر الذي لم يستسغه طالبو السكن. وأقدمت 15 عائلة تقطن بالسكنات الآيلة للسقوط بمنطقة ما قبل الميناء بمدينة عنابة على قطع الطريق المؤدي إلى الميناء باستعمالها للمتاريس وإشعال النيران في العجالات المطاطية، وقد تم تطويق المكان من قبل عناصر الشرطة، والتي دخلت في مواجهات مع المحتجين. وأسفرت عمليات الشغب عن تسجيل إغماءات واعتقالات في صفوف طالبي السكن، وقد حاول سكان الأكواخ الهشة بمنطقة ما قبل الميناء نقل احتجاجهم إلى ساحة الثورة، إلا أن قوات مكافحة الشغب طوقت المكان تحسبا لأي طارئ. وفي سياق متصل، عاشت أمس بلدية البوني بعنابة على وقع الفوضى والانزلاقات الخطيرة بعد خروج سكان البناءات الهشة والأكواخ القصديرية إلى الشارع والذين أغلقوا الطريق المؤدي إلى مقر البلدية بالحجارة وأغصان الأشجار، تعبيرا عن غضبهم الشديد إزاء الحقرة والتهميش بعد الإقصاء الجماعي لهذه العائلات التي أسقطت من قائمة المستفيدين من حصة السكنات الاجتماعية، رغم أن أغلبهم قد أودعوا ملفاتهم منذ 12 سنة، إلا أن ذلك لم يشفع لهم للاستفادة من سكن يأويهم من التشرد والمبيت في العراء، خاصة أن أغلبهم يقطنون سكنات لا تتوفر على أدنى شروط الحياة الكريمة، إلى جانب الانقطاعات المتكررة للكهرباء وغياب قنوات الصرف الصحي، الأمر الذي تسبب في اختلاط مياه الشرب بالمياه القذرة. وهدد طالبو السكن بتصعيد الاحتجاجات، وحرق مقر البلدية في حال تأخر السلطات الولائية في الإفراج عن مطالبهم السكنية، لأنهم ملوا الوعود “الكاذبة”.