انعقد المؤتمر الخامس لحزب جبهة القوى الاشتراكية في ظروف استثنائية ، ميزها غياب الزعيم آيت أحمد وحضور مميز لفئة الشباب من مختلف الولايات. وكانت أنظار المؤتمرين مشدودة نحو القيادة الخماسية التي ستخلف الدا حسي، وفي مقدمتهم محند أمقران ، ومستشارة آيت أحمد سليمة غزالي ، فضلا عن السكرتير الحالي للحزب عمار العسكري ، مع ترقب بروز مرشحين آخرين في اليوم الثالث من الأشغال. حمروش يغيب عن مؤتمر الأفافاس للمرة الأولى مؤتمر الأفافاس الذي انطلقت أشغاله منذ يوم الخميس ، بفندق مزفران بزرالدة ، كان مختلفا عن المؤتمرات السابقة بسبب غياب زعيمه حسين آيت أحمد ، ووجوه أخرى تعودت على الحضور مثل هذه المواعيد ، ومنها رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش ، والأمين العام السابق للأفالان ، علي بن فليس ، الذي قال بشأنه الأمين الوطني للحزب ، شافع بوعيش ، إنه لم يتلق دعوة للحضور. كما استغنى الأفافاس عن الأحزاب السياسية بشقيها الموالية للسلطة والمعارضة ، واستبدلها هيئات المجتمع المدني والنقابات المستقلة وجمعيات الدفاع عن البطالين. وكانت الأحزاب المغربية الأكثر حضورا من بين المدعوين من الخارج ، ومثلها كل من الاتحاد الاشتراكي للقوى الديمقراطية ، الصحوة والتقدم الاشتراكي ، أما من فرنسا فقد حضر الحزب الاشتراكي الفرنسي ، ومن تونس حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات. وقد أقر حسين آيت أحمد ، في الرسالة التي وجهها للمؤتمرين بالظرف الاستثنائي الذي يعقد فيه المؤتمر سواء بالنسبة للجزائر أو المنطقة برمتها ، وعبر عن أسفه لاستمرار النضال بعد مرور 50 سنة كاملة من أجل أبسط حق ، وهو الحق في البقاء ، وقال إن المؤتمر مهم في نظره ، وأنه قد “تحدث أكثر من مرة عن انسحابه من الرئاسة ، وها هو التاريخ يسجل ذلك ، بمشاركته البسيطة في أشغال المؤتمر” ، منتقدا جميع الحركات السياسية التي تتخذ من الدين مرجعية لقيامها أو من الجهوية نعرة لانتشارها ، قناعة منه أن تلك الأحزاب تهدم ولا تبني ، وتزرع الفتن بين الجزائريين. فيما ركز السكرتير الأول للحزب في كلمته على الانتشار الكبير للحزب ، من خلال حضور 1044 مندوب من 40 ولاية ، ومشاركة شبانية فاقت 44 بالمائة ، فضلا عن استقطاب الأفافاس للنقابات العمالية والمهنية للعديد من القطاعات. خمسة مترشحين يتنافسون على 1044 صوت في الدردشة التي جمعتنا بصنفين من المناضلين ، الأولى من فئة الشباب وبعض رؤساء الفيدراليات ، أما الثانية فهي من مناضلي الجيل الأول من الأفافاس. وحسب ما رصدناه فإن الأغلبية تتجه نحو الأمين الوطني الحالي للحزب ، علي العسكري ، والخبير الاقتصادي محند شريفي أمقران ، وأحد المقربين من مولود حمروش ، ورشيد حليت ، محمد نبو ، فضلا عن المستشارة الحالية لحسين آيت أحمد ، سليمة غزالي ، لخلافة حسين آيت أحمد ، كما تداول البعض الآخر اسم أحمد جداعي.