شهدت مدينة عين مليلة، صباح أمس حالة غليان شعبي وأمني كبيرين، جعل مصالح الأمن تستنفر قواعدها وتعلن حالة الطوارئ القصوى جراء الغضب الكبير بسبب حادثة اختطاف الطفلة ”أميمة. ع”، ذات الست سنوات، من طرف المدعو ”بارش. ف” في العقد الثالث من عمره، وهو متزوج وشاذ جنسياً وله سوابق قضائية عديدة في عمليات اختطاف، وتحويل أطفال صغار لا تتعدى أعمارهم 8 سنوات، وكان في كل مرة ”يخرج من هذه القضايا بكل سهولة ويسر فقط لأنه من أثرياء المدينة”، حسب السكان. أهل الطفلة المختطفة تجمعوا أمام مقر محكمة عين مليلة الابتدائية، صباح أمس من أجل الاقتصاص من المختطف، وذلك بعد أن أصبحوا لا يثقون قي العدالة التي ”كثيراً ما كانت قراراتها - حسبهم - غير عادلة”، ودليلهم في ذلك هذا المجرم الخطير والذي اعتاد الاعتداء جنسياً على عشرات الأطفال الصغار ولكنه كان في كل مرة يطلق سراحه، وهو الأمر الذي جعل سكان عين مليلة يتعاطفون مع أهل الطفلة المختطفة، ويُطالبون بمحاكمة شعبية للمجرم، وفعلاً نجحوا في مسعاهم حيث تمكنوا من غلق مقر المحكمة ومنعوا دخول المتهم إلى المحكمة، حيث كان من المنتظر محاكمته أمس عن تهمة اختطاف وتحويل قاصر ومحاولة الاعتداء الجنسي عليها. وأمر وكيل الجمهورية لدى محكمة عين مليلة تأجيل جميع القضايا التي كانت مبرمجة ليوم أمس وغلق المحكمة، إلى حين عودة الهدوء واستقرار الأوضاع، وقد تم تحويل المجرم إلى وجهة مجهولة خوفاً من تعرضه إلى انتقام المواطنين الذين قرروا عدم السماح للعدالة أن تأخذ مجراها، بل وذهبوا أكثر من ذلك إلى حد هددوا بحرق المحكمة. وتم تشديد الإجراءات الأمنية أمام المحكمة ومؤسسة إعادة التربية والمؤسسة العقابية ومقرات الأمن الحضرية والرئيسية بالمدينة، تحسبا لأي طارئ، ولا تزال حتى كتابة هذه الأسطر الأوضاع في عين مليلة غير مستقرة وتوحي بأنها مقبلة على أحداث خطيرة. وتعود وقائع حادثة الاختطاف هذه إلى مساء يوم الخميس الماضي، بحي 140مسكن تساهمي بعين مليلة، عندما كانت الطفلة الضحية أميمة في زيارة عائلية برفقة جدتها لبيت عمها، قبل أن تتوارى الطفلة عن الأنظار عندما كانت تلعب في ساحة العمارة، ما جعل أفراد العائلة والجيران يُسارعون للبحث عنها، والتي كانت في تلك الأثناء في قبضة المجرم الخطير الذي قام بحسب التحقيقات الأولية لمصالح الأمن بإيهام الطفلة الضحية أنه صديق والدها من أجل كسب ثقتها، قبل أن يقوم بكتم أنفاسها والصعود بها إلى شقة استأجرها في الطابق الرابع من العمارة التي يقيم بها عمها دون علم الجيران، ليتفاجأ الجيران بصراخ الطفلة المنبعث من الطابق الرابع، الأمر الذي دفع المتهم إلى إخلاء سبيل الطفلة محاولاً الفرار نحو وجهة مجهولة، قبل أن يصطدم في مدرجات العمارة بجدة الطفلة الضحية برفقة عدد من الجيران الذين حاولوا الإمساك به، غير أنه تمكن في الوهلة الأولى من الفرار قبل أن تتمكن مصالح الأمن، وبناء على أوصاف أدلى بها أفراد العائلة والجيران المقيمون بالحي من الوصول إلى المتهم الذي تم توقيفه بعد ساعات من ارتكابه جريمة الاختطاف في حق الطفلة أميمة.