بلغت إستعدادات ولاية جيجل لموسم الاصطياف درجة كبيرة من خلال تنظيف الشواطئ ال 23 الممتدة من بلدية خيري واد عجول شرقا إلى زيامة منصورية غربا، ناهيك عن تكثيف عمليات تزيين المحيط وتوفير هياكل الاستقبال من فنادق ودور الشباب وعدد كبير من المخيمات. خصصت السلطات الولائية المعنية مليارين سنتيم من أجل تهيئة وتنظيف الشواطئ عبر البلديات الساحلية من واد عجول شرقا إلى زيامة منصورية غربا،حيث شرعت السلطات البلدية في تحضير كل المرافق والهياكل السياحية وتوفير جميع الشروط لإستقبال الضيوف المصطافين في أحسن الظروف،خاصة وان شواطئ الولاية صارت قبلة في السنين الأخيرة لملايين المصطافين القادمين من مختلف أنحاء الوطن. من جانب آخر، تشهد الولاية بعض التأخر في إستكمال بعض المشاريع، التي تعد نقاط سوداء يجب القضاء عليها، بالنظر لأهميتها في إنجاح موسم الإصطياف وإكرام ضيوف الولاية، الذين صار يقدر عددهم في كل موسم إصطياف بالملايين، ولعل من بين هذه النقاط السلبية التي أرقت المصطافين القادمين من خارج الولاية في الموسم الماضي، عدم إستكمال مشاريع بعض الجسور على مستوى الطريق المزدوج بين جيجل والميلية، الذي يعد المنفذ الرئيس لولوج عاصمة الولاية من ذلك جسر بازول الذي لم ينجز بعد وكذا جسر بلدية العنصر، فتأخر إنجاز الجسور المخصصة للطريق المزدوج قد أزعج المصطافين سواء الوافدين من مختلف ولايات الوطن أو من البلديات الشرقية للولاية، على غرار الميلية وسيدي معروف وأولاد يحي وبلهادف وأولاد رابح وسطارة وغبالة، حيث يصطف أصحاب السيارات والمركبات والشاحنات لأوقات طويلة تحت أشعة الشمس المحرقة لضمان المرور بعدها وهذا من خلال التناوب في المرور بسبب الأشغال الجارية لإتمام الجسور. وحسب تصريح عدد من السكان ل”الفجر”، فإن مسؤولي مديرية الأشغال العمومية بجيجل كان بإمكانها أن تراعي تزايد حركة السيارات، إذ من الصعب جدا كما قيل لنا أن يتحمل المواطنون وخاصة الأطفال الجلوس تحت أشعة الشمس، وفي هذا السياق يقترحون برمجة الأشغال ليلا أو تأجيلها لشهر رمضان على الأقل أين تتراجع حركة السيارات بهدف ضمان الراحة للمصطافين، المنزعجين أيضا من عدم إستكمال مشروع النفق الرابط بين ولايتي جيجل وبجاية على مستوى غرب بلدية زيامة منصورية، إذ حتم على المسؤولين توجيه حركة المواطنين عبر طريق جبلي مليء بالمخاطر لكثرة منعرجاته وإنحداره وضيقه، وهو الطريق الوحيد الذي فك الخناق أمام حركة المواطنين بين بلديتي زيامة بجيجل وملبو ببجاية ولولاه لتوقفت الحركة بصفة نهائية، خاصة في ظل تباطئ إنجاز النفق المذكور، والذي يتوقع أن يفتتح قبل نهاية السنة الجارية، لتبقى بذلك معاناة المواطنين والمصطافين القادمين لولاية جيجل من وسط البلاد قائمة ومستمرة، ولا يجب التسويف أيضا على نقطة أخرى سوداء صارت الشغل الشاغل لتخوف المصطافين لتأثيرها على حركتهم وهي منطقة بني هارون التابعة إداريا لولاية ميلة، التي تشتهر بالحمامات والشواء، حيث في كثير من الأحيان تتوقف حركة المرور أمام محلات بيع الشواء والمأكولات المختلفة، ويصطف السائقين لمدة طويلة وعلى مسافات غير قصيرة تصل في بعض الأحيان الى بلدية سيدي معروف غربا وسد واد ديب العملاق شرقا. يحدث هذا رغم جهود مصالح الأمن، الذين يسهرون على تنظيم حركة المرور على مستوى هذا المحور الضيق لينسي هذا الوضع المصطافين حلاوة مياه البحر ومناظر الطبيعة الجيجلية الخلابة التي يتنعموا بها طوال فترة النهار.يشار الى أن عاصمة الكورنيش تتوفر على 23 شاطئا يضمن الراحة والإستجمام لأزيد من 10 ملايين مصطاف من بلدية خيري واد عجول شرقا إلى بلدية زيامة منصورية غربا. جدير ذكره،أن العديد من سكان البلديات الساحلية سيساهمون بلا شك في تنشيط الحركية الساحلية وقد تجلى ذلك من خلال الملصقات الإشهارية المتعلقة بكراء البيوت والمنازل،والتي إنتشرت كالفطريات في واجهات المرافق والوكلات العقارية، بالنظر لمايدره على أصحابها من مبالغ مالية معتبرة في ظرف قصير يسمح بضمان تغطية مصاريف المعيشة لمدة سنة كاملة.