اعتبر الأكاديمي الجزائري والباحث في الأدب الشعبي عبد الحميد بورايو، أنّه ليس هناك تمثل للحكاية الشعبية في الإبداع الأدبي الجزائري، نتيجة سياسة ثقافية اعتبرت هذا الموروث الشعبي مجرد فولكلور. وقال بورايو خلال ندوة بعنوان ”الحكاية الشعبية والتغيرات الاجتماعية” نظمتها مؤسسة فنون وثقافة أول أمس، ”أن الاهتمام بالتراث الشعبي في الجزائر جاء متأخرا”، مضيفا أن الأدباء الجزائريين لم يعطوا اهتماما كبيرا للثقافة الشعبية منذ الاستقلال نتيجة توجه يدعو للتخلي عن الخرافات والانفتاح على الثقافة الحديثة، وتابع المتحدث يقول أن نسبة الأمية المرتفعة بعد الاستقلال وضعف العلوم الإنسانية وكذا البحث العلمي، إلى جانب توجس الموقف الديني من الخيال، عوامل أثرت تاريخيا في عدم الاهتمام بالثقافة والحكاية الشعبية. ودعا صاحب كتاب ”الأدب الشعبي الجزائري” إلى تبني أرشفة لهذا التراث الشفوي المعرض للزوال، وسياسة تعليمية تراعي أهمية هذا الموروث وتنوعه وغزارته، مشيدا في نفس الوقت بالجهد الذي يبذله الحكواتيون في المدارس وبالمسرحيين الذين أدخلوا الحكي في فن المسرح، كما تأسف المتحدث لعدم استثمار الحكي الشعبي في أدب الأطفال متسائلا: ”منذ الاستقلال ونحن ندرس أولادنا اللا أدب والتراث الشعبي للآخرين فلماذا لا نربيهم على موروثنا المحلي”.