القوات النظامية تبسط يدها على القصير والحُر يعلن الهزيمة استضاف أمس مقر الأممالمتحدة بجنيف المشاورات الثلاثية تمهيدا للمؤتمر الدولي بمشاركة ممثلين عن مقترحي المبادرة موسكو وواشنطن وكذا الأممالمتحدة تحضيرا لوضع الخطوط العريضة ل ”جنيف 2” المعّول عليه كثيرا لإعطاء دفع قوي للحلول السياسية للأزمة السورية التي لا تزال تعرف معارك ضارية على مختلف الجبهات، خاصة ما تعيشه مدينة القصير منذ أزيد من أسبوعين، حيث نجحت القوات النظامية صبيحة أمس في بسط سيطرتها على المنطقة. بعد الاجتماع الأوروبي - الروسي الذي جمع أول أمس بموسكو ممثلين عن الاتحاد الأوروبي وروسيا، والذي شدد على ضرورة التركيز على الحل السياسي وتجنب التصعيد العسكري بين الطرفين المتصارعين داخل سوريا، وكذا بين الأطراف الداعمة للقضية من الجانبين، سواء تعلق الأمر بالدول التي تقف إلى جانب النظام أو ما تعلق بالدول الداعمة للمعارضة، حيث يحاول اللقاء الثلاثي تفعيل النتائج التي اتفق عليها في الاجتماع الروسي ومواصلة المساعي السلمية التي يجتهد المجتمع الدولي في تطبيقها، بعيدا عن الخلافات التي تهدد هذه الخطوة الدبلوماسية بوجود فاعلين يصّرون على توريد السلاح إلى دمشق، رغم الشعارات المتداولة على المستوى العالمي، ويمثل روسيا في المباحثات الثلاثية الممهدة للمؤتمر الدولي حول سوريا نائبا وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف وغينادي غاتيلوف، فيما تشارك عن الجانب الأمريكي نائبة وزير الخارجية للشؤون السياسية ويندي شيرمان ومساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط إليزابيث جونز، ويحضر اجتماعات اللقاء الثلاثي عن الطرف الأممي نائب الأمين العام للشؤون السياسية جيفري فيلتمان والمبعوث العربي والأممي المشترك إلى سورية الأخضر الإبراهيمي، حيث يهدف حسب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى وضخ خريطة تنسيق واضحة بين وجهات النظر الدولية والتخطيط لسبل تنفيذ مبادرة عقد المؤتمر، وكذا الاتفاق على هيكل المنتدى الدولي لتسوية الأزمة السورية. من جهتها تراجعت فرنسا عن قراراتها التعسفية التي تبنتها في العديد من المرات بشأن الصراع السوري، على غرار خيار تسليح المعارضة الذي وقفت فيه إلى جانب بريطانيا، كما أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في آخر تصريح له عن الأزمة أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي بخصوص ما يجري في سوريا في ظل تفاقم الوضع الإنساني واستخدام السلاح الكيماوي، كما لوح في وقت سابق إلى ضرورة التدخل العسكري، غير أن هذا الخيار بات مستبعدا اليوم بعد التطورات التي بلغتها الأحداث في دمشق، حيث أعلنت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية ووزيرة حقوق المرأة نجاة فالو بلقاسم أمس أن باريس لن تتخذ قرارا أحاديا بشأن التدخل العسكري في سوريا من أجل تدمير مخازن الأسلحة الكيميائية، مشيرة إلى أن الحل بيد المجتمع الدولي. ميدانيا وفي جديد الحرب التي شهدتها مدينة القصير، تمكنت القوات النظامية السورية من السيطرة على المدينة التي تشهد معارك لأزيد من أسبوعين، حيث أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية ”سانا” عودة الأمن والاستقرار إلى كامل مناطق مدينة القصير بريف حمص التي تعد المحافظة الإستراتيجية للنظام، وجاءت هذه الخطوة بعد أيام من إحكام قوات النظام السوري وحزب الله اللبناني السيطرة على المدينة التي كان يتحصّن فيها مقاتلو المعارضة، حيث تمكنت القوتان المشتركتان منذ اليوم الأول من الهجوم في 19 ماي من دخول المدينة من الجهات الغربية، الجنوبية والشرقية، لتترك بعدها المعارك في الشمال باستعمال القصف المدفعي والصاروخي وكذا الطيران الجوي العنيف.