ال الرئيس السوري بشار الأسد في تصريحات نقلتها عنه وسائل إعلام لبنانية، إن قواته تستعيد زمام المبادرة على الأرض في مواجهة المعارضة المسلحة، بينما أرسلت الخارجية السورية رسالتين متطابقتين إلى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة بشأن برنامج الأسد السياسي لحل الأزمة، في حين عقد أكبر جناحين للمعارضة السورية مؤتمرين في باريس وجنيف، تزامنا مع إقرار الرئيس الأميركي باراك أوباما بحيرته بشأن كيفية التعاطي مع الأزمة في سوريا، وشدد الأسد على أنه لا تزحزح عن بنود اتفاق جنيف الذي أقرته مجموعة العمل بشأن سوريا في 30 جوان الماضي، الذي لم يشترط تنحيه عن السلطة قبل نهاية ولايته عام .2014 إلى ذلك، قدّم مبعوث السلام الأممي العربي المشترك إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، أمس تقريرا أمام أعضاء مجلس الأمن بشأن الأزمة السورية أطلعهم من خلاله على المحادثات الثلاثية التي جرت في جنيف بينه وبين نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ونظيره الأمريكي وليام بيرنز. وأطلع الإبراهيمي مجلس الأمن على نتائج زيارته الأخيرة إلى سوريا، وذلك بحسب مصادر أممية، التي جرت الشهر الماضي حيث التقى الرئيس بشار الأسد، وصرح عقب اللقاء أن الوضع في سوريا يدعو للقلق، حث كثف المبعوث الإبراهيمي من تحركاته الدبلوماسية، وذلك من أجل إيجاد مخرج سلمي للأزمة في سورية، بالتزامن مع تفاقم الوضع الأمني في سوريا وارتفاع حصيلة الضحايا والجرحى جراء العمليات العسكرية وأعمال العنف. من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن سوريا معرضة للسقوط في أيدي الجماعات الإسلامية المتشددة ما لم يقدم مؤيدو المعارضة السورية مزيدا من المساعدة لها في الانتفاضة المستمرة منذ 22 شهرا ضد الرئيس بشار الأسد. وكانت اختتمت في العاصمة الفرنسية باريس مساء أمس الأول، أعمال اجتماع مجموعة أصدقاء الشعب السوري بحضور ممثلين عن 55 بلدا، إضافة إلى قادة بارزين من الائتلاف الوطني السوري، وأسفر الاجتماع عن تقديم التزامات أكيدة ستمكن الائتلاف من وضع هياكله التنظيمية وتمويل نشاطاته حسب مصدر فرنسي، كما تمخض عن اتفاق بشأن آليات دعم جهود الإغاثة التي يبذلها الائتلاف. وأجمع المشاركون على الطابع الملح لدعم الائتلاف الوطني السوري باعتباره البديل الوحيد القادر على تخليص سوريا من نظام الرئيس بشار الأسد، وتجنيبها السقوط في حالة من الفوضى قد تستفيد منها بعض الجماعات المتطرفة، وشدد قادة المعارضة على ضرورة دعمها بالمال والسلاح النوعي حتى يتسنى لها تشكيل حكومة انتقالية وحسم الصراع. ميدانيا، قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن 114 شخصا قتلوا في سوريا أول أمس معظمهم في ريف دمشق وإدلب وحلب، بينما دارت أمس معارك عنيفة بين مسلحي المعارضة والقوات النظامية في جنوبدمشق، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار إلى اشتباكات وقصف في حي القدم، وأوضح المرصد نقلا عن شبكة من الناشطين ومصادر طبية، أن من بين القتلى 49 مدنيا و42 مقاتلا من المعارضة و23 عسكريا.