كشف المدير العام للحوض الهيدروغرافي الوهراني أن الطبقة الجوفية المائية التي تقع على عمق 100 متر، قد جفت نهائيا بسبب الاستغلال المفرط لمياه الآبار، خاصة بسهل غريس أين تنتشر آلاف الهكتارات من الأراضي الفلاحية، إضافة إلى عدم اتخاذ إجراءات اقتصادية للحفاظ عليها. المتحدث ذاته أفاد أنه يتم الآن استغلال الطبقة الجوفية المائية الثانية التي تقع على عمق 190 متر، وتبقى الطبقة الثالثة التي تقع على عمق 320 متر التي لم يتم استغلالها بعد، مضيفا أن ولاية معسكر تسبح فوق طبقة جوفية من المياه تعتبر الأهم على مستوى الغرب، إلا أن الأراضي الفلاحية تفوق بكثير كميات المياه الجوفية نظرا لشساعتها. وعن الآبار ال 27 التي تم حفرها دون فائدة وكلفت خزينة الدولة أكثر من 40 مليار سنتيم، أضاف المدير العام للحوض الهيدروغرافي الوهراني أنها أنجزت من قبل مديرية الموارد المائية دون دراسة جيوفيزيائية، وتم حفرها بالطبقة الأولى التي جفت في بعض المناطق ومناطق أخرى مستوى المياه لم يساعد في استخراجها. من جهته كشف مدير الموارد المائية بولاية معسكر أن 3400 بئر فوضوية تنتشر عبر تراب الولاية تم حفرها خلال السنوات الفارطة، وبالخصوص بمنطقة غريس، حيث تسعى نفس المصالح الى تسوية وضعيتها. وعن عدد الآبار الموجودة بالولاية كشف المدير العام أنها تتجاوز الستة آلاف بئر، وقد توقفت السلطات الولائية عن منح رخص الحفر بسبب تراجع منسوب المياه الجوفية. أما في السنوات الثلاث الماضية، وبعد تساقط كميات معتبرة من المياه والتي ساعدت في رفع منسوب تلك المياه، فإن مديرية الموارد المائية فتحت المجال للفلاحين لحفر آبار شرط تشكيل مجموعات للاستفادة من بئر لسقي منتوجاتهم الفلاحية. كان ذلك على هامش الزيارة التي نظمتها السلطات الولائية لإعطاء إشارة انطلاق عملية سلت سد بوحنيفية من 6 ملايين متر مكعب من الأوحال، يتم تفريغها بأراضي فلاحية تتسع على مساحة 200 هكتارا عبارة عن أحواض قدر ارتفاع معظمها 10 أمتار، تزيدها خصوبة بحكم أن تلك الأوحال هي عبارة عن أتربة خصبة تنزل من الجبال والشعاب والمنحدرات إلى السد، حيث كانت كميات معتبرة من مياه السد تذهب سدا قدرها والي ولاية معسكر ب 18 مليون متر مكعب سنويا نظرا لطريقة السلت التي كانت تهدرها تجاه البحر مباشرة، كما قدرها المدير العام للحوض الهيدروغرافي الوهراني ب 27 مليون متر مكعب.