التلفزيون الوسيلة رقم واحد للترفيه والتنزه والأنترنت لا يستقطب النساء الأعمال المنزلية ما زالت شأنا نسويا في المقام الأول كشفت نتائج مسح وطني حول استخدام الوقت في الجزائر، قدمها أمس المعهد الوطني للصحة العمومية، أن معظم الجزائريين يقضون أوقاتهم بين العمل ووسائل النقل والنوم، فيما تبقى وسيلة الترفيه رقم واحد المتاحة للجزائريين هي التلفزيون، بينما تبقى الأعمال المنزلية وتربية الأطفال اختصاصا نسويا بالدرجة الأولى، فيما يبقى التسوق وتسيير البيت شأنا رجاليا بامتياز. كشفت النتائج الأولية للدراسة التي قدمت بحضور عدد من الاختصاصيين من المغرب وفرنسا وبلجيكا، إلى جانب خبراء من الأممالمتحدة، أن الجزائريين الذين شملتهم الدراسة من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 15 سنة عملوا خلال سنة 2012 في المتوسط 6.4 ساعة يوميا بمعدل 7 ساعات للرجال و4 للنساء، وقد فسرت هذه الفوارق بارتباط أغلب النساء بالعمل المأجور في الوظائف التقليدية مثل التعليم والسلك الطبي والتي تتطلب عددا أقل من ساعات العمل. وكشفت الدراسة ذاتها أيضا أن العناية بالبيت وشؤون الأسرة ما زالت اختصاصا نسائيا بحتا، وأن قطاعا كبيرا من السيدات يمارسن أشغالا منزلية رغم أنها تحقق دخلا للأسرة، لكنها لا تدخل في حساب الدخل الوطني الخام، ف13.4 في المائة من النساء يمارسن مهام العناية بالأطفال أو أحد أفراد العائلة مقابل 5.8 فقط من الرجال يقومون بهذا العمل، حيث تقضي النساء ما قيمته 5.3 من الساعات يوميا للقيام بهذا العمل مقابل ساعة واحدة للرجال الذين تبقى أعمالهم تتركز في الإشراف على تسيير البيت والتسوق، كما تبقى أعمال الطبخ والغسل والكنس وما ارتبط بها من أشغال البيت شأنا نسويا بنسبة 86.9 مقابل 28.4 للرجال. الدراسة التي تعتبر الأولى من نوعها منذ الاستقلال قدمت أمس بحضور مختصين في الإحصاء والتحليل الاقتصادي والاجتماعي توصلت أيضا لكون الجزائريين يقضون 48 دقيقة للعناية الخاصة، وما يقارب الساعتين يوميا لتناول الوجبات زيادة على ما يقارب عشر ساعات و24 دقيقة للراحة والنوم، منها 9 ساعات و36 دقيقة للنوم. وفي جانب الأنشطة الاجتماعية مثل استقبال الضيوف والمحادثات الهاتفية والزيارات، بينت نتائج المسح أن هناك تفوقا لصالح الذكور بوجود ثلاثة أشخاص من بين أربعة يقومون على الأقل بنشاط اجتماعي، أي ثلاث ساعات للذكور مقابل ساعتين للإناث. أما في جانب النشاطات الترفيهية، فقد كشفت الدراسة أن التلفزيون يبقى الوسيلة المتاحة للجزائريين للترفيه عن أنفسهم، ويتساوى في ذلك الذكور والإناث، ويتفوق الرجال على النساء في مجال الخروج للنزهة وممارسة الرياضة، حيث صرح رجل من بين خمسة بقيامه بأحد هذين النشاطين، في حين تبقى مشاركة النساء في هذا الجانب غير معتبرة، كما تفوق الذكور على الإناث في مجال استخدام الأنترنت لأغراض الترفيه 8 في المائة مقابل 3 في المائة للإناث. من جانب آخر، توصل المسح الذي قدم لأول مرة نتائج مفصلة عن كيفية إنفاق الجزائري لوقته أن الجزائريين يقضون على الأقل 1.6 ساعة يوميا في النقل، وبالنسبة للذكور ثلاثة رجال من بين كل أربعة، أي 76.2 في المائة مقابل امرأة من بين كل أربعة أي 25.8 للنساء، بمعدل 1.2 ساعة يوميا للنقل. وللإشارة، فإن المختصين الذين قدموا النتائج الأولية لهذه الدراسة أكدوا على ضرورة استثمارها في خطط التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وكذا لرصد مختلف التغيرات التي يعيشها المجتمع الجزائري اليوم.