اختتمت أمس فعاليات الطبعة السابعة عشر من ألعاب البحر الأبيض المتوسط بمدينة مرسين التركية أمس، حيث جرت منافسات اليوم الختامي واقتصرت على نهائيات كرة اليد، كرة السلة، البادمنتون والجمباز، قبل إسدال الستار بإقامة حفل الاختتام بملعب مرسين ستاديوم وبحضور جميع الوفود المشاركة. أنهت الجرائر البطولة المتوسطية في المركز العاشر في الترتيب العام برصيد تسع ميداليات ذهبية وفضيتين وخمس عشرة برونزية، وهي حصيلة جد إيجابية للبعثة الجزائرية التي لم تنتظر تحقيق مثل هذا الكم من الميداليات، وخصوصا من المعدن النفيس والذي اقتصر على رياضتي الملاكمة بخمس ميداليات وألعاب القوى بأربع ذهبيات. وتصدرت إيطاليا الترتيب العام ب185 ميدالية 69 منها من الذهب، مؤكدة تفوقها وسيطرتها على الألعاب، في حين استفادت تركيا من أفضلية الأرض والجمهور وظفرت بالمركز الثاني متقدمة على فرنسا وإسبانيا. الجزائر ثانية عربيا والأولى مغاربيا وأما على صعيد المنتخبات العربية، فكانت المقدمة لمصر ثم الجزائرفتونس والمغرب، وبهذا تكون الجزائر الثانية إفريقيا وعربيا، والأولى مغاربيا حيث تفوقت على تونس والمغرب من خلال التألق في ألعاب القوى. وقد جاء اليوم قبل الأخير من منافسات دورة مرسين ليسمح للجزائر في تحسين ترتيبها العام وخطف المركز العاشر من تونس التي أكملت المنافسة في المركز الحادي عشر ثم المغرب الثاني عشر. واحتلت الجزائر صدارة الترتيب على مستوى دول شمال إفريقيا عن جدارة وبفارق ذهبيتين عن تونس، في حين أنهت ليبيا المنافسة في مؤخرة ترتيب الدول المشاركة دون أي إنجاز يذكر. ثاني أحسن نتيجة في تاريخ المشاركات المتوسطية تعتبر دورة مرسين التركية ثاني أحسن مشاركة للرياضة الجزائرية بعد دورة تونس 2001، حيث جمعت الجزائر عشر ذهبيات، أي بفارق ذهبية واحدة عن دورة مرسين، وسجلت الجزائر قفزة نوعية مقارنة بالنسخة السابقة لألعاب البحر الأبيض المتوسط بمدينة بيسكارا الإيطالية حيث اكتفت الجزائر بميداليتين من الذهب. العلامة الكاملة للملاكمة الجزائرية وحصد رياضيو النخبة الوطنية من رياضة الملاكمة 5 ميداليات من المعدن النفيس، لتكون الملاكمة أفضل من مثل الجزائر بمدينة مرسين التركية. وقد احتلت الجزائر صدارة الترتيب على مستوى المنتخبات بست ميداليات، خمس ذهبيات وبرونزية وحيدة، لتحقق أفضل مشاركة لها في الموعد المتوسطي. مستوى البطولة كان مرتفعا بحضور أبطال أولمبيين وعالميين وأبرز ما ميز النسخة 17 من بطولة ألعاب البحر الأبيض المتوسط هو المستوى الفني المرتفع، بسبب حضور العديد من الدول بأحسن رياضييها وبالأخص إيطاليا، وهو الأمر الذي سمح بتحقيق نتائج كبيرة، وتحطيم جملة من الأرقام القياسية الخاصة بالألعاب. ومن بين أبرز الأسماء التي حضرت بمرسين، نجد بطل العالم وأوروبا في السباحة الإيطالي فابيو سكزولي، إلى جانب البطل الأولمبي التونسي أسامة الملولي والبطل الأولمبي والعالمي في الرماية الإيطالي نيكولا كمبراني. وعلى عكس بقية المنتخبات، فإن الجزائر لم تحضر إلى مرسين بأفضل أسمائها، حيث غابت العديد من الأسماء، يتقدمها توفيق مخلوفي في 1500 متر، والسباح نبيل كباب الذي قاطع الدورة بسبب خلاف مع المسيّرين الحاليين لاتحادية السباحة، بعد إقالة شقيقه إلياس كباب من الاتحادية مطلع العام الماضي. قائمة الرياضيين الجزائريين المتوجين في ألعاب البحر المتوسط 2013 بمرسين التركية الملاكمة: محمد فليسي (49 كلغ): ميدالية ذهبية رضا بن بعزيز (56 كلغ): ميدالية ذهبية عبد القادر شادي (64 كلغ): ميدالية ذهبية إلياس عبادي (69 كلغ): ميدالية ذهبية عبد الحفيظ بن شبلة (81 كلغ): ميدالية ذهبية محمد أمين وضاحي (60 كلغ): ميدالية برونزية ألعاب القوى: كنزة دحماني (10 آلاف متر): ميدالية ذهبية أمينة بتيش (3000 متر موانع): ميدالية ذهبية رابح عبود (5000 متر): ميدالية ذهبية ياسمينة عمراني (السباعي): ميدالية ذهبية سعاد آيت سالم: ميدالية فضية (نصف الماراطون) وبرونزية (10 آلاف متر) عثمان حاج لعزيب (110 حواجز): ميدالية برونزية باية رحولي (القفز الثلاثي): ميدالية برونزية عماد طويل (1500 متر): ميدالية برونزية ميلود رحماني (400 متر حواجز): ميدالية برونزية جيدو: عبد الرحمن بن عمادي (أقل من 90 كلغ): ميدالية برونزية بلال زواني (أكثر من 90 كلغ): ميدالية برونزية كوثر أولال (أقل من 78 كلغ): ميدالية برونزية كاراتي دو: محمد بوديس (أقل من 67 كلغ): ميدالية برونزية ميسيبسا حماديني (أكثر من 84 كلغ): ميدالية برونزية المصارعة: معتز جديات (أقل من 60 كلغ): ميدالية برونزية كرات حديدية لمياء عيساوي: ميدالية برونزية سيد أحمد بوفاتح: ميدالية برونزية دراجات: عبد الباسط حناشي: ميدالية برونزية رفع الأثقال: وليد بيداني (أكثر من 105 كلغ): ميدالية برونزية. عمراني تواصل حصد الذهب مع الجزائر تمكنت العداءة الجزائرية المغتربة، ياسمينة عمراني، في الحصول على الميدالية الذهبية في مسابقة السباعي من بطولة البحر الأبيض المتوسط بمدينة مرسين التركية، حيث أكدت سيطرتها المطلقة على الاختصاص، من خلال فوزها في معظم المسابقات السبعة، وجمعت عمراني 5802 نقطة مقابل 5752 نقطة لليونانية إيفانتيدو صوفيا صاحبة المركز الثاني و5158 للتركية كوساك سربيل، صاحبة الميدالية البرونزية، لترفع عمراني الذهبية التاسعة والأخيرة للجزائر بمرسين. وسبق لعمراني أن لعبت لصالح المنتخب الفرنسي لألعاب القوى، قبل أن تقرر الدفاع عن الألوان الوطنية، حيث التحقت بنادي المجمع البترولي، وتستهل تمثيلها لبلدها الأم في المنافسات الدولية. ومنذ حملها الراية الوطنية فإن عمراني لم تحقق سوى الذهب، حيث توجت بذهبية البطولة العربية لألعاب القوى فى نسختها الثامنة عشرة التى استضافتها العاصمة القطرية الدوحة السنة الماضية. كما فازت بالذهبية خلال البطولة الإفريقية لألعاب القوى التي أقيمت في جويلية الفارط ببورتو نوفو، لتكون دورة مرسين موعدا جديدا لها للتألق بألوان الجزائر. أعرب عن رضاه بالنتائج المحققة، رئيس الوفد الجزائري أحمد شيباركة ل”الفجر”: ”أتمنى أن تكون دورة مرسين انطلاقة جديدة للرياضة الجزائرية” أعرب أحمد شيباركة رئيس الوفد الجزائري المشارك في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، عن أمله في أن تكون دورة مرسين التركية، انطلاقة جديدة للرياضة الجزائرية، من أجل الظهور بوجه مشرف في قادم المواعيد الدولية، مؤكدا رضاه التام بالمحصلة الختامية للمشاركة الجزائرية في الموعد المتوسطي. أكد شيباركة في تصريحات ل”الفجر” عقب نهاية الألعاب، أن الجزائر قد حققت واحدة من أفضل مشاركاتها في الألعاب المتوسطية، معربا عن أمله في أن يكون ذلك دافعا وحافزا للرياضيين والاتحادات لمواصلة العمل، وضمان الجاهزية اللازمة لأولمبياد ريو دي جانيرو بالبرازيل سنة 2016. دورة مرسين اختتمت باحتلال الجزائر المركز العاشر بتسع ذهبيات، وفضيتين وخمس عشرة برونزية، وهي حصيلة يعتبرها الكثيرون جد إيجابية، أنت كرئيس للبعثة الجزائرية كيف تقيم الحضور الجرائري بمرسين؟ أولا الحمد لله الذي وفقنا إلى تحقيق هذا الإنجاز والذي يعتبر الأفضل في تاريخ مشاركات الجزائر في الألعاب المتوسطية بعد دورة تونس في 2001 حيث كنا على بعد ذهبية من معادلة الرقم القياسي لها في ألعاب البحر المتوسط، لذلك أنا سعيد بما تحقق وأبارك للجزائرين النتائج المسجلة، وأنا راض كل الرضا عن النتائج المحققة، خاصة في الرياضات التي لم تكن الجزائر فيها قادرة على مقارعة بقية منتخبات العالم، وأذكر هنا رياضتي رفع الأثقال وسباق الدرجات. وهل كانت النتائج المسجلة أكبر من التوقعات الموضوعة قبل بداية الدورة، أو أقل؟ بما أن كل الاتحادات تم تجديدها في الفترة الأخيرة، فإنه كان من الصعب مطالبتها بتحقيق نتائج في مرسين، حيث تم الاتفاق معها على أن تقدم كل اتحادية كل ما لديها من أجل تشريف الوطن، وبعد النتائج المسجلة، فإننا جد فخورون بما تحقق ونعتبرها نتائج مفاجئة وإيجابية. الملاكمة وألعاب القوى كانا في الموعد في حين خيبت رياضات أخرى الآمال، ألا ترى أن هناك أمورا سلبية يجب معالجتها مستقبلا، ولا يجب أن تكون النتائج الإيجابية غطاء يحجب السلبيات؟ نعم، كما تعرف ألعاب القوى والملاكمة لطالما كانتا في الموعد وشرفتا الجرائر، هناك نقائص في رياضات أخرى تجعلنا مجبرين على العمل من أجل تحسين مستوانا والظهور بوجه أفضل مستقبلا. هل تعتقد أن النتائج المسجلة في دورة مرسين تجعلنا نحكم بأن الرياضة الجرائرية بخير أو من الأفضل ألا نغتر بما تم تحقيقه؟ أعتقد أن النتائج المحققة ليست سوى حافز لنا من أجل التطور والتحسن، لأنك عندما تتألق فهذا لا يعني أنك مطالب بالتفاخر والتراجع، بل تجعلك تندفع أكثر نحو العمل. وأتمنى أن تكون دورة مرسين انطلاقة جديدة للرياضة الجزائرية خاصة بعد الإخفاقات المسجلة في البطولة الإفريقية بمابوتو والألعاب العربية بقطر وأولمبياد لندن. في رأيك ما هي الأسباب الحقيقية وراء النتائج المسجلة؟ الجميع حرص على تشريف الراية الوطنية بمرسين وهو ما تحقق، لكن أريد أن أوكد لك أن الأجواء العائلية التي عشناها والرابط القوي بين أعضاء الوفد الجزائري كانت السبب المباشر في التألق، حيث لا أخفي عليك أن العلاقة كانت مشحونة في العهدة السابقة واتسمت بالخلافات، حيث كان هناك صراع بين أفراد الوطن الواحد في التظاهرات الدولية، لكن هذه المرة الأمور سارت على نحو جيد، وكنا عائلة واحدة سواء كرياضيين أو منظمين أو صحفيين. كما أؤكد لك أن دورة مرسين أبرزت علاقة متينة بين اللجنة الوطنية الأولمبية ووزارة الشباب والرياضة.