أدى الإضراب العام الذي دعا له الناقلون الخواص العاملون عبر جميع خطوط النقل بولاية الوادي إلى شلل قطاع النقل بالكامل، ما خلق فوضى عارمة في محطات نقل المسافرين، وأيضا في طرقات الولاية حينما حرم المواطنون من التنقل إلى أماكن عملهم وكذا من قضاء مصالحهم. ويعود سبب الإضراب الذي دعت له نقابة الناقلين الخواص إلى الندرة الحادة في التزود بالوقود خاصة المازوت. الإضراب المذكور خلق فوضى عارمة في الطرقات وفي محطات الوقود، أين لوحظ مشادات وملاسنات بين الناقلين وأصحاب محطات الوقود الذين اتهمهم أصحاب الحافلات والسيارات بالبزنسة بالوقود، حيث استغرب هؤلاء اقتصار الأزمة في الوقود على ولاية الوادي دون غيرها من الولايات المجاورة، وهو ما اعتبروه ”حڤرة وتهميشا” في حقهم، مستغربين أيضا تبريرات إدارة نفطال التي أرجعته لزيادة الطلب عليها وكذا التهريب، وهو الكلام الذي فنده الناقلون الخواص الذي ذكروا أن مصالح نفطال قلصت الكمية الموجهة لمختلف بلديات الولاية، مشيرين إلى أن الأمر مقتصر على ولاية الوادي لوحدها فالأزمة غير موجودة في ولاية ورقلة أو إليزي، وهما أيضا ولايات حدودية ومن المفروض فيهما التهريب، لكن الأزمة - حسبهم - غير موجودة، لأن الكمية المخصصة لولاياتهم لم تتقلص. وسرد الناقلون صورا من المعاناة اليومية التي يتكبدونها جراء هذه الأزمة، حيث يضطرون يوميا لإجراء جولة كاملة في مختلف محطات الوقود بحثا عن قطرات تحرك محركات مركباتهم، مضيفين أن الأمر أثر سلبا عليهم حيث يضطرون للتوقف عن العمل ويصبحوا في رحلة بحث طويلة، ما يضاعف في معاناتهم، ومبرزين أن هذا الوضع اثر سلبا عليهم لكونهم يعلمون بمركباتهم وحافلاتهم وأي توقف ينجم عنه مخلفات مالية على العاملين في حافلاتهم وأيضا حاجتهم للمال لأجل مصاريف حياتهم اليومية. وأكد الناقلون أنهم متواصلون في إضرابهم واحتجاجهم إلى غاية توفير مادة المازوت بشكل مناسب لهذه المادة الحيوية التي تعتمد عليها مركباتهم وحركة المسافرين، وكذا تنظيم القطاع بتوفير الأمن بالمحطة وإعادة النظر في الطرقات المهترئة وحجم وطريقة وعدد الممهلات في كافة إقليم الولاية، مطالبين الوالي ومديرية الطاقة الحاضرة الغائبة بتسييرها، وكذا مؤسسة نفطال بالتدخل العاجل لحل الأزمة.. وفي رده عن هذه الأزمة، صرح والي الوادي في لقاء جمعه برجال الصحافة يوم أول أمس في مقر الولاية، أن هذه الأزمة سوف تجد طريقها للحل في غضون الأيام القليلة القادمة، كاشفا عن تحريات أمنية مكثفة تقوم بها مصالح الأمن لكشف أسبابها الحقيقية ومعاقبة المتسببين فيها، مضيفا أنه تم مراسلة المديرية الجهوية لنفطال حول هذه الأزمة لمضاعفة الكميات الموجهة لولاية الوادي بغرض تهدئة المواطنين وأصحاب المركبات على وجه الخصوص.