إضراب عام ودعوة لعصيان مدني لإسقاط حكم الإخوان اغتيال المعارض محمد البراهمي يعيد تكرار سيناريو شكري بلعيد فجر اغتيال المعارض محمد البراهمي، الأوضاع في تونس وعاد بها إلى ما عاشته عقب اغتيال المناضل السياسي شكري بلعيد، وسط مخاوف من دخول البلاد في نفق مظلم وهي تقف قبل ذلك على مفترق طرق خطير تُحيل كل إشاراته إلى أزمة بلا مخرج، فبعد يوم عصيب اهتزت فيه الشوارع التونسية لوقع الفاجعة، أعلنت الرئاسة التونسية أمس، يوم حداد وطني، فيما دعا الاتحاد التونسي للشغل إلى إضراب عام، وقرّرت الجبهة الشعبية تبني خيار العصيان المدني مطالبة بإسقاط الحكم احتجاجا على سياسة التصفيات التي يتعرض لها مناضلو المعارضة المناهضة للتيار الحاكم في تونس. أشعل اغتيال السياسي التونسي المعارض محمد البراهمي، الذي يشيع جثمانه اليوم بالعاصمة، فتيل الفتن مجددا في ثاني حادث من نوعه هذا العام، بعد واقعة اغتيال شكري بلعيد، وخرج التونسيون إلى الشوارع محتجين ومنددين بالإرهاب، العنف وسياسة الاغتيالات، وصعدت الجبهة الشعبية التي ينتمي إليها الفقيد من لهجتها ودعت إلى عصيان مدني مفتوح حتى إسقاط النظام، مشيرة إلى وجود مشاورات بين مختلف الأحزاب لاتخاذ الموقف المناسب ودعم هذا الخيار. كما عاشت تونس أمس، يوم إضراب شامل دعا إليه الاتحاد العام للشغل تنديدا بالاغتيال، توقفت فيه كل ملامح الحياة العملية بما فيها الخطوط الجوية التونسية التي علقت عملها وألغت كل رحلاتها المبرمجة، بعد إعلان رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر، الجمعة يوم حداد وطني في البلاد. وفي سياق متصل، كشف وزير الداخلية التونسية، لطفي بن جدو، أمس، خلال مؤتمر صحفي، أنه تم التعرف على مجموعة من المشتبه بهم في التورط في الجريمة من بينهم عنصر سلفي متشدد يدعى أبو بكر الحكيم، فيما قالت الشرطة أن المناضل اغتيل بنفس نوع السلاح الذي قتل به شكري بلعيد بحسب مدير الأمن الوطني في تونس، واتهمت شقيقة البراهمي حركة النهضة الحاكمة بالوقوف وراء اغتيال أخيها، فيما نفت النهضة ضلوعها في الاغتيال. وأشار رئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، عقب الحادثة إلى وجود أيادي خفية تحاول إعادة السيناريو المصري في تونس، والزج بالبلاد في فوضى الاقتتال الداخلي، مشيرا إلى أن ما حدث هو خطة مُعدة مسبقا هدفها عزل النهضة عن الحكم بتحميلها مسؤولية الاغتيالات التي يتعرض لها السياسيون في البلاد. وكانت تونس قد عاشت الخميس على وقع احتجاجات عنيفة مناهضة للحكومة التونسية شهدتها مناطق عدة من البلاد، خاصة منطقة سيدي بوزيد التي ينحدر منها الفقيد، استمرت حتى ساعات الفجر الأولى من يوم أمس، اقتحم خلالها المتظاهرون مراكز المحافظات، كما أحرقت مقرات لحركة النهضة الحاكمة وتخللتها اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين بقيادة الجبهة الشعبية المعارضة، فيما طالبت السلطات التحلي بالهدوء محذّرة من الوقوع في أتون العنف ودعت إلى توحيد الصفوف. الطاوس. ب
الجزائر تدين ”بشدة” اغتيال النائب التونسي محمد البراهمي أدانت الجزائر ”بشدة” عملية الاغتيال التي راح ضحيتها أول أمس، المنسق العام للتيار الشعبي وعضو المجلس الوطني التأسيسي في تونس النائب محمد البراهمي. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الشؤون الخارجية عمار بلاني، في تصريح ل”وأج”، ”ندين بشدة اغتيال المنسق العام للتيار الشعبي وعضو المجلس الوطني التأسيسي النائب التونسي محمد البراهمي”، وأضاف ”نقدم تعازينا الخالصة لعائلة الضحية وذويه ونؤكد من جديد تضامننا الكامل مع الشعب التونسي”. و تابع بلاني بالقول ”نجدد إدانتنا للجوء إلى العنف بكل أشكاله، وندعو جميع القوى السياسية التونسية إلى بذل كل ما بوسعها لتجاوز هذه المحنة مع السهر على الحفاظ على الوحدة الوطنية والسعي إلى إنجاح المرحلة الانتقالية والمسار الديمقراطي في البلد”. الجامعة العربية:اغتيال البراهمي استهداف للرموز الوطنية والسياسية” ^ أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، عملية اغتيال المنسق العام للتيار الشعبي وعضو المجلس الوطني التأسيسي في تونس، النائب محمد البراهمي. وحذر أمس، العربي في بيان له من خطورة تكرار استهداف الرموز الوطنية والسياسية، وناشد جميع الأطراف في تونس إعلاء مصلحة الوطن والتصدي للإرهاب بكافة أشكاله وتطبيق الإجراءات القانونية الرادعة ضد كل من تسول له نفسه ارتكاب مثل هذه الجرائم المشينة أو التحريض عليها. الأرسيدي: ”تونس فقدت أحد أبناء الديمقراطية” ^ ندد التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية بجريمة اغتيال عضو المجلس التأسيسي التونسي محمد البراهمي. واعتبر الأرسيدي الحادث الثاني بعد مقتل شكري بلعيد في جانفي الماضي، بأنه فقدان لأبناء الديمقراطية بتونس. وتوجه حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية بتعازيه الخالصة لأسرة الفقيد، داعيا إلى تجنب مثل هذه الاغتيالات.