الهاشمي الحامدي مستعد للانخراط في الحكومة من هي الجهة التي تقف وراء مقتل الجنود التونسيين في جبل الشعانبي بتلك الطريقة؟ الاتهام المباشر صعب، ولكن حسب المعطيات الأولية فأصابع الاتهام تتجه نحو السلفيين المتشددين، لأن جبل الشعانبي كان فيه اشتباكات مع عناصر تنتمي إلى التيار السلفي المتشدد، دون التدقيق إن كانوا من تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي أو من أنصار الشريعة. ناشطون تونسيون يتحدثون عن مؤامرة تحاك ضد الثورة التونسية وأن كل ما يحدث في مصر وتونس وليبيا، مصدره جهة واحدة تحاول الانقضاض على ثورات الربيع العربي، ما تعليقك؟ الأكيد أن الهدف من اغتيال البراهمي ثم اغتيال 9 جنود وجرح 3، هو محاولة الثورة المضادة وأعداء الديمقراطية والصندوق يتخندقون لمحاولة الرجوع بنا إلى نقطة الصفر، على غرار ما يجري في مصر، وهذا انطلاقا مما يجري من انسداد في سوريا والتحركات المعادية في تركيا والمغرب والوضع غير المتطور في اليمن، بالإضافة إلى الوضع في مصر وليبيا، وكأن هناك من ندم على ثورات الربيع العربي.. وتونس البلد الوحيد في دول الربيع العربي المستمر في مساره الديمقراطي، لذلك هناك تركيز على المسار التونسي من خلال اغتيال شكري بلعيد، ثم بعد أشهر اغتيال محمد البراهمي، وبعد ثلاثة أيام قتل 9 جنود وجرح 3 يوجدون في حالة خطيرة نتيجة الألغام، وكل هذا يتموقع في إطار ضرب الثورة التونسية. تهديد وزير الداخلية بالاستقالة وتلميح حزب التكتل الشريك في الحكومة بالانسحاب، هل سيؤثر ذلك على الضغوطات الممارسة عليكم لحل الحكومة؟ كل هذه الضغوط من أجل إعادة التموقع السياسي وفيه استغلال للظرف السياسي، فالعديد من الأطراف لها حسابات ضيقة، وأي تصعيد ضد حركة النهضة فهو تحضير للانتخابات القادمة، وحزب التكتل ليست هذه المرة الأولى التي يهدد بالانسحاب، ومع ذلك نعتبره حليفا استراتيجيا ونحن لسنا ضد توسيع الائتلاف الحكومي. كما أن هناك اتصالات مع الهاشمي الحامدي، زعيم تيار المحبة الذي عبّر عن استعداده للانخراط في الحكومة، وهذه ورقة من الأوراق ليست غائبة عنا، ولكن ليس على حساب الترويكا.