أكد عضو المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار تو، في تصريح ل”الفجر” أنه لا يمكن عقد لجنة مركزية في وقت لم يستدع فيه المنسق الوطني للحزب عبد الرحمان بلعياط الدورة، فيما قال وزير الداخلية دحو ولد قابلية، إن الترخيص الممنوح لعقد الدورة المركزية هو لحزب وليس لشخص، مقللا من شأن الخلاف الناشب بين جناحي الصراع. أما رشيد حراوبية، فاعتبر أن بلعياط غير مسموح له بتأخير الدورة أكثر، لأن الانتخابات الرئاسية المقبلة لا تسمح بهذا الأمر. وزراء الأفالان الذين رافقوا الوزير الأول، عبد المالك سلال، في زيارة العمل والتفقد التي قادته إلى ولاية المسيلة أول أمس، كانوا يتابعون الوضع في حزبهم عن قرب، حيث أكد عمار تو، في دردشة مع ”الفجر”، أن عقد دورة اللجنة المركزية للحزب بيد المنسق العام، حتى وإن كانت وزارة الداخلية والجماعات المحلية قد رخصت بعقد الاجتماع. وأضاف عضو المكتب السياسي المقرب من المنسق الحالي، أن بلعياط قدر أن الأوضاع غير مناسبة لعقد هذا الموعد الحاسم والمصيري في مسيرة الحزب، وتابع بأن ما يقوم به بلعياط هو تطبيقا لجوهر القانون الأساسي والنظام الداخلي للحزب، وقال إن عقد الدورة لا يكمن أن يكون خارج موافقة المنسق الحالي. أما عضو المكتب السياسي، رشيد حراوبية، فقدر وعلى النقيض من تصريحات زميله في الحكومة، أن الأوضاع لا تسمح بالمزيد من الانتظار لحسم الأمور في حزب جبهة التحرير الوطني، واختيار قيادة جديدة منتخبة، معتبرا أن الانتخابات الرئاسية أهم عامل يحتم على الحزب الاستعداد له حتى يلعب دوره في هذا الموعد الحاسم. وأضاف أن مصلحة الأفالان تقتضي حسم الأمور في الأسبوع القادم للاستعداد للأمور الأهم. وزير الداخلية والجماعات المحلية باعتباره الجهة التي منحت التفويض لعقد لجنة الدورة المركزية، أكد في تصريح هامشي أن وزارة الداخلية والجماعات المحلية تعاملت مع طلب بومهدي على أساس حزبي، وعندما منحت الترخيص لم تراع الأشخاص وإنما الحزب، وواصل بأن الكرة الآن في مرمى الأفالانيين وعليهم التوافق وإيجاد مخرج لأمورهم الحزبية. بلعياط: ”غياب الإجماع يؤجل عقد الدورة المركزية للأفالان” عبد الرحمان بلعياط، وباعتباره المنسق الحالي لحزب جبهة التحرير الوطني، يبرر سبب رفضه الذهاب لعقد دورة للجنة المركزية في الوقت الراهن، بعدم توفر الأجواء التي لخصها في غياب إجماع داخل الحزب حول شخصية واحدة. وبدا من حديثه ل”الفجر” أنه بدأ يفقد السيطرة على الأمور داخل البيت العتيد، لا سيما بعد المفاجأة التي أحدثها ترخيص الداخلية الأخير للمنسق العام للمركزيين أحمد بومهدي. وتحدث بلعياط عن تخوفه من الذهاب لدورة بصفوف مشتتة، طالما أن مرشح الإجماع حسبه غائب تماما، بدليل كثرة المترشحين، حتى إن كان القانون الأساسي للحزب يسمح لأي عضو في اللجنة بالتقدم للانتخابات الخاصة بمنصب الأمين العام، إلا أن الشروط الأدبية عادة ما تكون هي المعيار في التقدم لمثل هذا المنصب الهام، الأمر الذي هو مغيب لحد الساعة، وأكد في تصريحه ل”الفجر” أنه استدعى أعضاء المكتب السياسي لاجتماع طارئ اليوم يخصص لمناقشة تاريخ الدورة المركزية للأفالان، وتبادل الآراء والنقاش حول الإفرازات الجديدة، لاسيما بعد الترخيص الذي منحته وزارة الداخلية لجماعة بومهدي لعقد الدورة.