ترخيص الداخلية أزّم الوضع الداخلي للحزب العتيد أوضح أمس، الأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، في تصريح ل”الفجر”، بأنه لن يترشح مرّة أخرى للأمانة العامة للحزب العتيد، رافضا في الوقت ذاته دعم أي مرشح في رده على سؤالنا حول الأنباء التي تشير إلى أنه زكى القيادي عمار سعيداني لخلافته على رأس الحزب. واعتبر بلخادم أن قراره هذا، يأتي اليوم ليضع حدا للخلافات الحاصلة بين الإخوة الفرقاء في النضال السياسي، خاصة وأن العديد من الأطراف اتهموه صراحة وعلانية بأنه السبب في الأوضاع المتأزمة داخل الحزب، حيث قال في هذا الصدد، بأنه يرفض أن يكون شاهدا وعاملا من عوامل التشتت داخل اللجنة المركزية. وبناء على هذا - يضيف المتحدث - فقد قررت عدم الترشح للأمانة العامة من منطلق أن الظروف الحالية لا تسمح بعقد أشغال الدورة السابعة، خاصة وأن الداخلية منحت الترخيص لاجتماعين متزامنين لعقد أشغالها ما زاد في الاحتقان بين الإخوة في اللجنة المركزية في ظل تشبث جميع الأطراف برأيها ومواقفها التي قال إنها مبنية على العناد العقيم. وأضاف المتحدث قائلا في الصدد ذاته إنه وجب على جميع الأطراف التي تحوز على العضوية في اللجنة المركزية ومن منطلق وأد الصراعات والانشقاقات الحاصلة في الحزب، وتجنبا لأي انشقاقات أخرى داخل قيادة الحزب أن تدعو إلى وحدة الصف ووحدة الكلمة، منوها إلى أهمية أن يتحلى هؤلاء بهذه الصفات التي دعاهم إليها، كما دعاهم إلى تحكيم العقل في تحديد مكان عقد أشغال اللجنة المركزية، حيث سيكون هذا الفضاء فرصة للم شملهم، كما نوه بلخادم بأهمية أن يحتكم هؤلاء إلى الصندوق وأن يتركوا الفرصة أمام كل واحد يرغب في الترشح والوصول إلى مبتغاه، حتى يفصل الصندوق في شخصية الأمين العام الجديد للحزب العتيد. ويرتقب أن يؤدي هذا القرار الذي صدر عن الأمين العام السابق للحزب العتيد الذي يحوز على دعم كبير وواسع من قبل أعضاء في اللجنة المركزية يقارب عددهم ال160 عضو، إلى مقاطعتهم لاجتماعي هذا الخميس، سواء الذي دعا إليه أحمد بومهدي أو الذي دعا إليه منسق الحزب بلعياط، حيث تشير مصادر إلى أن الأغلبية في اللجنة المركزية لطالما كانت بيد بلخادم. هذا وقد سبق هذا القرار الذي خرج به بلخادم مساء أمس، أن روجت العديد من الأطراف إلى أن بلخادم دخل في مشاورات حثيثة مع عدّة أجنحة بحثا عن فرصة الترشح في حال قدم له الدعم، حيث أشارت إلى مقايضة أصواته بترشيحه وتزكيته للرئاسيات المقبلة، التي يرغب بلخادم في أن يكون مرشح الحزب العتيد لها. هذا وقد رفض جناح مكتب الدورة السادسة للجنة المركزية الردّ على القرار الذي صدر عن بلخادم، وهي التي كانت تطمح للحصول على دعمه من أجل إنجاح اجتماع هذا الخميس، خاصة وأن قرار بلخادم تزامن مع قرار المجلس الأعلى للدولة الذي رفض الطعن الذي تقدم به جناح التقويمية ضدهم، مما يتيح الفرصة أمامهم لعقد أشغال الدورة في ظروف جيدة، ويرتقب أن تتوضح قبل موعد عقد أشغال الدورة السابعة للجنة المركزية إن كانت ستتم أم لا في ظل عزوف عدد كبير من أعضاء اللجنة المركزية الذين يدعمون ويساندون الأمين العام الأسبق عن حضور هذا اللقاء الذي سيكون فيه سعيداني في حالة ما جرت أشغالها المرشح الوحيد للأمانة العامة. وتشير ذات المصادر إلى أنّ بلخادم تباحث في اليومين الماضيين مع سعيداني، مرشح جناح مكتب الدورة الماضية للجنة المركزية، حيث طلب منه تقديم ضمانات لمساندته، خاصة وأن هذا الجناح يدرك أن الأغلبية بيد الأمين العام السابق للأفالان، وأنه الوحيد القادر على قلب موازين الأمور.