اعتلى ثلة من أبرز شعراء الشعر والملحون ركح خيمة مسرح الموجة، أول، أمس، وقدموا أجمل ما جادت به قريحتهم في هذا اللون الأدبي الذي لا يزال يحفظ مكانته عند الجمهور الجزائري عامة والمستغانمي خصوصا، بعد التواجد المميز لجماهير لابأس بها أتت خصيصا لاسترجاع ذكريات الزمن الجميل مع فحول هذا الشعر في الجزائر. الجلسة الشعرية الثالثة الخاصة بالشعر الشعبي التي تنظم في اطار ليالي الملحون الخاصة بالشاعر والعلامة سيدي لخضر بن خلوف، على هامش فعاليات مهرجان مسرح الهواة ال46، بمستغانم، بهدف تكريمه واحياء تراثه الذي صار اليوم يتغنى به عند الكثيرين من عشاق قافية الملحون والشعر الشعبي. فكانت البداية مع الشاعرة بن ديدة مختارية التي قرأت قصيدة لسيدي لخضر بن خلوف تحت عنوان ” أحسن ما يقال عندي” بمرافقة عازف الناي محمد لمين الشيخ، كما مدت سيد الأنام في نص ”القبة الشايعة”و ”محمد الأمين”، واختار محمد لحمر من عين الدفلى، نصوصا عبرت عن حبه للوطن الجزائر، وتلا قصيدته التي كتبها بمناسبة خمسينية الاستقلال وصف فيها الجزائر بالنخلة التي تعلو ولا تذبل أبدا مهما كانت التغيرات الحاصلة في المحيط العربي والأجنبي. ليعرج في نص أخر إلى الهوان العربي مع الصهاينة الذين عاثوا فسادا في فلسطين تحت أنظار قادة عرب لا يحركون ساكنا ليجي الدور على قادة دحو الشاعر الشاب الذي شرح حال الفساد في بلادنا من خلال قراءته لنص هاجم عبره شكيب خليل سارق الملايير كما قال، وقرأ أيضا من قضيدة لسيدي لخضؤ بن خلوف تكريما له ”الرشيد مصباحي”، ليواصل في تصوير واقع الجزائر معزيا نفسه في حاسي مسعود ارض الخيرات التي لم يستفد منها الجزائريون واستفاد منها أولى الحكم. أمّا رئيس الجمعية الوطنية للشعر الشعبي توفيق ومان فقد عاد بالأذهان إلى ذكريات جميلة رافقها عزف الناي وموسيقى محمد لمين الشيخ، تغنى ببرج البحري التي تحكي حديثا بين السمغ والورقة و الريشة التي بينهما، ليصدح هذا البلبل ويحزن على حال الأمة العربية من خلال أدائه لقصيدة تطرح عدّة تساؤلات وسمها ب”وينكم يا عرب”.