ينطلق، في ال 21 سبتمبر الجاري حتى نهاية الشهر الجاري، العرض الوطني الأول للفيلم السينمائي الموسوم ب”عطور الجزائر”، حيث سيتم عرضه في عدد من قاعات السينما الوطنية على غرار قاعة سينيماتيك بالعاصمة، وهران، بجاية، تيزي وزو، البليدة، تيارت وغيرها من ولايات الوطن. ويعد الفيلم من توقيع المخرج رشيد بلحاج، ويتناول هذا العمل المنجز من قبل وزارة الثقافة، قضية الشرعية الثورية في الجزائر من خلال شخصية ”أحمد” المسؤول الكبير في الدولة، وهو مجاهد سابق حيث مارس ظلمه على أسرته من خلال كبت حريتهم والتسلط عليهم والتحكم فيهم، وهي التصرفات التي أحدثت التصادم بين شخصية كريمة، بطلة الفيلم المتحررة، مع والدها ومواجهته بحقيقة أنه لا يقبل الآخر وأنه من المسؤولين الذين يعيشون في وهم الماضي، لكن جرأتها تدفع ثمنها دائما بالضرب والشتم من قبل أبيها. هذه الشخصية التي وظفت في الفيلم بعناية كبيرة فهي لا تعطي لنفسها الحق قي تسيير البلاد فقط، بل أيضا تبيح لنفسها الدوس على مقدسات الدولة بإقدامه على اغتصاب سامية ابنة الشهيد الذي ضحى بحياته من أجل إنقاذه. وتعد كريمة بن سعدي ”مونيكا قواريتوري”، مصورة جزائرية مشهورة في فرنسا، تتلقى اتصالا هاتفيا من والدتها التي تقدم دورهاشافية بودارع، التي تطلب منها العودة إلى أرض الوطن الذي غادرته قبل منذ 20 بسبب قسوة الأب أحمد ”سيد أحمد آڤومي”، هذا السبب الذي جعل العائلة تعيش اضطرابا داخليا كبير، وهو الذي زادت حدته بعد تدهور صحة الأب، ودخوله العناية المركزة، بعد التحاق أخيها مراد ”عادل جعفري” بالجماعات الإرهابية الذي أدى به إلى السجن، أين تصبح مهمة كريمة في الجزائر هي العمل على إخراج أخيها من السجن، ليقينها بأنه لم يرتكب جرائم في حق أبناء وطنه غير مدركة لمعنى منصب الأمير الذي كان يتولاه في الجماعة الإرهابية. تستعيد كريمة بمعارف عمها ”أحمد بن عيسى” الذي يشغل منصبا مهما في الدولة، للحصول على رخصة زيارة للمعتقل ليتحقق اللقاء بينها وبين مراد أحب فرد إليها في أسرتها، تكتشف من الزيارة أن أخاها الذي عرفته ليس هو الذي أمامها، هي التي ماتت أيضا في ذهن أخيها، فتلك المرأة التي أمامه ليست إلا إنسانة كافرة تركت مسؤولياتها في أسرتها وهربت إلى بلاد الكفر.