عُرض، أمس، الفيلم الجزائري المطول ''عطور الجزائر'' للمخرج رشيد بن حاج، لأول مرة أمام الصحفيين بقاعة ابن زيدون بالعاصمة. الفيلم الذي يتطرّق لظاهرة الإرهاب في الجزائر وكفاح المرأة ضد ''تعصّب'' وديكتاتورية الرجل، مقدّما نظرة فتاة جزائرية ''هربت'' من الوطن بحثا عن الحياة، وخوفا من شبح والدها الذي ظلّ يطاردها طيلة حياتها. الفيلم، الذي أنتجته كل من الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي وشركة الإنتاج ''نات ديفزيون''، يروي قصة مصوّرة جزائرية تفارق عائلتها وبلدها من أجل متابعة مسارها المهني في فرنسا، وتعود إلى أرض الوطن حين تعلم أن أباها مريض. وعلى مدار ساعتين من الزمن، يعود المخرج رشيد بن حاج إلى سنوات الإرهاب في الجزائر، وتحديدا العام 1998، عندما تطلب الأم (شافية بوذراع) من ابنتها كريمة (الإيطالية مونيكا قواريتوري) أن تعود إلى الجزائر، من أجل مشكل عائلي عالق. وبعد تردد كبير تركب كريمة الطائرة وتلتحق بأسرتها، لتكتشف بأن أباها، الذي ''عذبها نفسيا طويلا''، في غيبوبة بالمستشفى، وأن أخاها الوحيد سجين بعد أن ألقت عليه مصالح الأمن القبض، وهو أمير في تنظيم إرهابي. وتبحث كريمة، المصوّرة الشهيرة في كل العالم، عن طريقة لتخرج بها أخاها من السجن، لكنها تكتشف بعد زيارته بأنه صار دمويا، ولا هم له سوى القتل، ويرفض أصلا الخروج. وينتهي الفيلم، الذي شارك فيه، أيضا، أحمد بن عيسى بدور ''السعيد''، وعديلة بن ديمراد بدور ''نادية''، إلى جانب سيد أحمد أفومي في دور الأب ''أحمد''، والمشاركة الشرفية للممثل القدير محمد بن فطاف، بتصريحات، من نفس الفترة، لثلاث نسوة خرجن للشارع لرفض العنف كما في نهاية الفيلم، وكانت من بينهن وزيرة الثقافة خليدة تومي.