المعارضة السورية لا تملك القدرة على تنفيذ هجوم بالسلاح الكيماوي أكدت معلومات استخباراتية فرنسية رفعت عنها السرية، لإقناع العالم بضرورة توجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد، أن سوريا تملك أحد أهم مخازن الأسلحة الكيميائية التنفيذية في العالم، في إطار برنامج قديم العهد ومتنوع، يخضع لمراقبه الأجهزة الفرنسية وشركائها، وأشارت إلى أن هذا البرنامج أحد التهديدات الرئيسية من حيث انتشار أسلحة الدمار الشامل. قالت وثيقة استخباراتية فرنسية، رفعت باريس السرية عنها، أن نظام الأسد استخدم السلاح الكيمياوي، ولا سيما غاز السارين، في معاركه ضد المعارضة، بما فيها المدنيين، خاصة في شهر أفريل 2013، مشيرة إلى أنه شنّ في 21 أوت 2013 هجوما ضد بعض الأحياء في ريف دمشق التي تسيطر عليها وحدات المعارضة، بوسائل تقليدية وباستخدام مكثف لمواد كيميائية وذكرت ذات الوثيقة، أن سوريا تملك ترسانة كيميائية معتبرة ووسائط عديدة لإيصالها منذ عهد بعيد، باعتراف الناطق باسم وزارة الخارجية السورية، الذي أكّد أن ”مختلف الأسلحة الكيميائية أو غير التقليدية مخزنة ومحصنة تحت مراقبة القوات المسلحة”، مذكرة بأن سوريا ليست طرفا في اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية لعام 1993، خلافا ل 189 دولة في العالم، وأنها بدأت برنامجها الكيميائي في سبعينات القرن الماضي، كما باشرت في الثمانينات اقتناء المعدات والمنتجات والمهارات اللازمة لبناء قدرة إنتاج. واستعرضت الوثيقة بالتفصيل طبيعة الترسانة الكيميائية السورية المتنوعة والشاكلة، والتي تضم مئات الأطنان من غاز الخردل المخزونة بالوضع النهائي، وعشرات الأطنان من غاز الأعصاب ”في إكس”، وغيرها من الغازات، مؤكدة أن دمشق يمكنها استخدام الأسلحة الكيميائية بواسطة تشكيلة واسعة جدا تضم آلاف الصواريخ من طراز ”سكود سي” التي يبلغ مداها 500 كيلومتر، وصواريخ من طراز ”سكود بي”، تحمل غاز السارين أو غاز في إكس إلى بعد 300 كيلومتر، إضافة إلى صواريخ من طراز ”إم 600”، وصواريخ من طراز ”إس إس 21”، قنابل جوية معدة لحمل غاز السارين، صواريخ مدفعية. وأضافت الوثيقة أن النظام السوري استخدم المواد الكيميائية في هجمات استهدفت مناطق تسيطر عليها المعارضة خلال الأشهر الماضية، وأن تحليل العينات طبية بيولوجية ”عينات دم وبول”، وعينات بيئية ”التراب” وعينات مادية ”الذخائر” أخِذت من الضحايا أو من مواقع الاعتداءات في سراقب في 29 أفريل 2013، وفي ”جوبر” في منتصف أفريل 2013 تؤكد استخدام غاز السارين، مشيرة إلى استخدام مكثف له في 21 أوت، حيث تتحدث منظمة ”أطباء بلا حدود” عن 355 قتيل على الأقل، وهذا ما يتوافق مع ما وصل إليه الخبراء الفرنسيون. وشددت الوثيقة بعد استعراضها للوقائع الهجوم الكيميائي،أن النظام السوري هو من أمر ونفذ هجوم 21 أوت، وأن معلومات إستخباراتية موثوقة من عدة شركاء، إلى أن تحضيرات محددة قد تمت في الأيام التي سبقت اعتداء الحادي والعشرين أوت. وتعتقد الاستخبارات الفرنسية، أن المعارضة السورية لا تملك القدرة على تنفيذ عملية بهذا الحجم باستخدام المواد الكيميائية، ولا تملك أية مجموعة تابعة للثورة السورية القدرة، في هذه المرحلة، على تخزين واستعمال هذه المواد.