وجه الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، رسالة إلى نواب الحزب، تتضمن طي الصراع الذي نشب بينهم على خلفية التعيينات التي قام بها المنسق السابق، عبد الرحمان بلعياط، وهذا بواسطة التصويت الشفاف على المترشحين للمناصب السيادية التي يحوز عليها الحزب بالبرلمان، مشيرا إلى أن التعيينات التي اعتمدت هي إجراء غير ديمقراطي وسابقة جديدة غير مرحب بها. ترأس أمس، عمار سعداني، الجلسة الافتتاحية لعملية تجديد هياكل الأفالان بالبرلمان، رفقة، الطاهر خاوة، والتي شهدت تسابق 80 مترشحا بعد انسحاب 20 نائب، وجرت العملية الانتخابية مثلما وقفنا عليه في جو من الارتياح، خاصة من قبل النواب الذين تم إقصائهم من قبل المنسق السابق للأفالان. واغتنم الأمين العام الفرصة للرد على خصومه، ولاسيما النواب الذين يحسبون على بلعياط، بالقول أنه “لا يوجد في الجبهة مشكل، ولا بين النواب”، وواصل أن العملية الانتخابية هي الحد الفاصل في جميع المناوشات والصراعات التي عرفتها الكتلة كنتيجة مباشرة لما شهده الحزب بصفة عامة في الفترة الماضية، بسبب الفراغ الذي يتحمل مسؤوليته بلعياط، بعدم استدعائه للدورة الخاصة باللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني. وقال الأمين العام للحزب إنه ليس من الغريب أن يقوم الأفالان بالاحتكام إلى الأداة الديمقراطية، أي الانتخاب، للوصول إلى المناصب، حتى يقوم النواب باختيار من يمثلهم في الهياكل ويتحمل المسؤولية بالنيابة عنهم، واعتبر هذا الإجراء الانتخابي مرحلة ستعزز بيت الأفالان وتساهم في تماسكه ومنه نجاح مهامه، معبرا عن استغرابه للأزمة التي خلفتها عملية تجديد الهياكل، و”كأن الكتلة البرلمانية للأفالان لم تعرف الديمقراطية”. واستشهد سعداني بأنه رجل ديمقراطية عندما قال إنه “لم يسبق لي أن قمت بتعيين أشخاص ينوبون عن الشعب في الهياكل عندما كنت رئيسا للمجلس الشعبي الوطني”، وهي رسائل واضحة إلى المنسق السابق والفتنة التي أججها داخل كتلة الحزب من خلال اعتماده طريقة التعيين، بدل الانتخاب، رغم عدم امتلاكه للسند القانوني حيث لم يكن الأمين العام للحزب وإنما كان منسقا مؤقتا لمرحلة انتقالية. وأوصى سعداني النواب بقبول نتائج الصندوق، لأنها تطبيق لفحوى المادة ال13 للنظام الداخلي للمجلس الشعبي الوطني، حيث يعتمد الانتخاب في بعد مرور السنة الأولى من العهدة البرلمانية، والتعيين في السنة الأولى لأن النواب لا يعرفون بعضهم البعض. كما طمأن أتباع بلعياط بالقول “كلكم سواسية ولست مع أي طرف، أنا مع من ستنتخبونه اليوم بكل ديمقراطية”، وغادر القاعة تاركا الخيار للنواب في التصويت للمترشحين.