يحتفي المسرح الجهوي عبد القادر علولة لوهران، دوريا بثلة من عمالقة الفن الرابع في الجزائر، الذين تركوا بصمات خالدة لا يمكن أن تمحى في ذاكرة عشاق ومحبي هذا اللون الفني، حيث سيكون الموعد خلال الأيام القادمة مع تكريم ممثلين راحلين أسهما كثيرا في نهضة أبي الفنون، هما محمد بلعروسي وعلي كوشة، اللذين وافتهما المنية شهر أوت الماضي إثر مرض عن عمرين ناهزا ال60 وال55 عاما على التوالي. وفي هذا الإطار أوضح عزري غوتي، مدير المسرح، أنّ المبادرة التي تنظمها مديرية المسرح الجهوي عبد القادر علولة بوهران، تهدف إلى تعزيز جسور الصداقة التي تربط مختلف الفاعلين في الحقل الفني الجزائري سواء المسرح أو التمثيل أو السينما، وبالخصوص تذكر الممثلين الذين الراحلين بلعروسي وعلي كوشة. وتم في الصدد برمجة مجموعة من النشاطات الفنية، أبرزها تقديم عروض مسرحية تستحضر أشهر وأهم الشخصيات التي سجلت وقفات عديدة على ركح أبي الفنون، ومنها التي تقمص فيها الممثلين بلعروسي وكوشة أدوارا مختلفة لاتزال محفوظة في الذاكرة إلى غاية اليوم، على غرار عرض مسرحية شارك فيها بلعروسي تحت عنوان ”لعبة الزواج”، وأخرى سجل حضورها فيها كوشة بعنوان ”الخبزة”، حيث تعدّان من بين الأعمال المسرحية الجميلة والبارزة التي لقيت صدى واسعا عند جمهور المسرح الجزائري نظرا لتميزها من حيث الديكور والمحتوى وطريقة الأداء والمعالجة من طرف الممثلين ورؤية المخرج. تجدر الإشارة إلى أنّ العملين الموسومين ”لعبة الزواج” التي اقتبسها الكاتب مراد سنوسي عن قصة معروفة تحت عنوان” لعبة الحب والحظ”، للكاتب ماريفو، حيث تعتبر من أشهر الأعمال التي أنتجت سنة 2010، للمرحوم بلعروسي، الذي تقمص دورا في عملي ”النحلة” و”حب الملوك” سنة 1978، من تأليف جمعي عبد القادر وإخراج عبد الرحمان ولد كاكي. كما اقتحم محمد بلعروسي مسرح الأطفال، حيث قدم عروضا لعرائس الڤراڤوز على غرار ”جحا وحديدوان” لميسوم سعيد عام 1988، و”فسيح ومريح” من تأليف بشير منصوري وإخراج حبيب مجاهري 19. أمّا مسرحية ”الخبزة” لعميد المسرح الجزائري عبد القادر علولة الذي فارق الحياة سنة 1994، هي أوّل عمل مسرحي للمرحوم كوشة سنوات السبعينيات من القرن الماضي، والذي توفي عن عمر ناهز ال55 عاما. من جهة أخرى يسمح تكريم العملاقين الجزائريين في الرابع بمنح المواهب الشابة والجيل الصاعد من عشاق المسرح لمعرفة والاطلاع على أعمال الرجلين وكذا حبهما وإخلاصهما لعملهما. وسيسمح تكريم هذين الوجهين من الفن الرابع الوطني أيضا للمواهب الشابة والجمهور الواسع، بالإطلاع على حب وتفاني الراحلين لعملهما الفني وما قدماه طوال مسيرتهما الفنية.