بن جانة: "مصالح الأمن ليست نائمة والتشويش لا يكون إلا في الحروب" قالت مصادر أمنية رفيعة المستوى، إن التجسس على الجزائر لا يتعلق بتجنيد الموساد لعملاء محليين بعضهم جزائريون وآخرون مغاربة، حيث تتوفر الاستخبارات الجزائرية على معلومات أكيدة حول أجهزة مزروعة على الحدود المغربية للتنصت على الجزائر على بعد كيلومترات من العمق الجزائري. وكشفت مصادر أمنية رفيعة المستوى في حديث مع ”الفجر”، أمس الأول، عن وجود أجهزة جوسسة مزروعة على الحدود المغربية للتنصت على الجزائر، منذ أكثر من عشر سنوات، أي بعد غلق الحدود البرية الجزائرية المغربية ب9 سنوات، وأن هذه الأجهزة قادرة على التنصت على بعد كيلومترات من الحدود، وأن السلطات الجزائرية اتخذت كافة التدابير اللازمة لمواجهة الموقف دون تقديم تفاصيل أكثر. وفي رده على سؤال حول ما إذا كان النظام المغربي هو من يتجسس أم أن المعلومات تطلبها جهات أخرى كالاستخبارات الإسرائيلية، التي اعترفت مؤخرا على لسان رئيسها السابق، الجنرال احتياط عاموس يادلين، عن تجنديها لأكثر من 300 عميل محلي، بعضهم مغاربة، للتجسس على الجزائر من الأراضي المغربية، وأن هذه الطريقة سهلت عليهم الأمر كثيرا بعد أن كان مستعصيا، أكد محدثنا أن كل شيء وارد وأنه من الممكن أن تستثمر الاستخبارات المغربية المعلومات لنفسها، وأن تزود بها شركاءها الاستراتيجيين كإسرائيل وفرنسا وغيرهما. وسألت ”الفجر” العقيد السابق في الجيش والمحلل الأمني، معمر بن جانة، عن آليات مواجهة مثل هذا النوع من أجهزة التجسس، وهل هناك تشويش للحيلولة دون وصول أي معلومات استخباراتية للأطراف الأخرى، لاستثمارها فيما يضر الجزائر، خاصة وأن المغرب منذ فترة ليست بالطويلة شن حربا إعلامية ودبلوماسية على الجزائر، ووصل الأمر إلى حد مطالبة أحد أحزاب الائتلاف الحكومي، التي غادرته مؤخرا بالتدخل العسكري لاسترجاع تندوف وبشار. وأكد محدثنا أنه في العمل الاستخباراتي كل شيء ممكن ووارد، ومصالح الأمن الجزائرية ليست نائمة بل تتابع كل شيء بدقة متناهية، أما فيما يتعلق بالتشويش، فالأمر مستبعد لأنه لا يكون في حالات السلم، بل في الحرب فقط، وتملك المؤسسة الأمنية ما يحميها من حملات الجوسسة التي تستهدفها، كما أن ما تتوفر عليه من معلومات يمكنها أن تميز بين الصديق والعدو. يذكر أن الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الإسرائيلية، الجنرال عاموس يادلين، كشف في حديث للقناة التلفزيونية الإسرائلية السابعة، خلال اليومين الماضين، أن ”الموساد جند أكثر من 300 جاسوس محلي من بينهم مغاربة، للتجسس على الجزائر واختراق أمنها القومي، بعدما كان الأمر صعب عليها في السابق”، مشيرا إلى أن تل أبيب تتوفر على شبكة جوسسة كبيرة قوامها 3000 عميل في 11 دولة عربية، وأنه من بين الدول التي تغطيها شبكة الجوسسة الإسرائيلية، ما يسمى بدول الربيع العربي، كتونس وليبيا، ومصر. وتأتي اعترافات الرئيس السابق للاستخبارات الإسرائلية بعد تقارير أخرى تحدثت عن صفقة أسلحة اقتنت بموجلها الرباط أسلحة متطورة جدا من إسرائيل ضمن سياستها الرامية إلى تحديث مخزونها من السلاح، حيث يحتل المغرب المرتبة الرابعة في قائمة زبائن إسرائيل، بعد كل من الأردن، مصر ولبنان، وهي التقارير التي سببت حرجا كبيرا لنظام محمد السادس.