اتهم، أمس، عمال ”ناتكوم” النقابة ب”التواطؤ”مع الإدارة التي اكتفت بتقديم جملة من الوعود الواهية لم تشهد طريقها إلى التجسيد، ما أثار غضبهم ودفعهم إلى التهديد بالإضراب في حال استمرت إدارة الشركة في تهميشهم. قال عمال مؤسسة ”ناتكوم ”في مراسلة - اطلعت عليها ”الفجر” - إن ”الوضع ينذر بغليان، لأن العمال يعيشون اليوم على تطمينات النقابة بافتكاك حقوقهم المهنية والاجتماعية. وبين وعود مدير المؤسسة ووالي ولاية الجزائر بالنظر في مطالبهم، غير أن الوقت يمر ولا شيء تحقق، في وقت تعاني فيه هذه الفئة من ظروف مهنية مزرية خلافا للمؤسسات العمومية الأخرى التي استفادت من تقديم الراتب في عيد الأضحى، في حين ظل عمال المؤسسة ينتظرون أجورهم عشية العيد هذا بالإضافة إلى المعاناة التي يتخبط فيها المتعاقدين الذين سلبوا حقهم في الخدمات الاجتماعية سواء ما يتعلق بالوفاة أو الزواج، هذا دون الحديث عن ارتفاع عدد المصابين بالعدوى”. وأكد العمال أنهم راسلوا الإدارة قبل الخروج إلى الشارع غير أنها ”اكتفت بالرد عليهم عن طريق النقابة التي تعمل اليوم -حسب المراسلة - لكسب الوقت لشراء صمت العمال وعدم مطالبتهم بحقوقهم والدليل على ذلك انفرادية القرارات التي أصبحت تتخذها دون الرجوع إلى العمال الذين تمثلهم اليوم، لاسيما ما يتعلق بقرار إلغاء الإضراب الذي حضر له منذ أسبوعين غير أنه ألغي دون مشاورة العمال في القرار”. وأشار هؤلاء في المراسلة ذاتها إلى بعض المطالب المرفوعة المتعلقة بالاستفادة من منحة العامل المداوم لكافة العمال المتعاقدين منذ التحاقهم بالمؤسسة، وإنشاء لجنة متابعة للتوظيف الفعلي لأبناء العمال خاصة المتقاعدين، وإحالة جميع العمال الذين بلغوا السن القانونية على التقاعد وفقا لتعليمة الوزير الأول، وترقية العمال حسب المؤهلات العلمية والمهنية، واستبدال رؤساء الفروع وكذا رؤساء القطاع من وحدة إلى وحدة، وتوفير سيارة إسعاف بالوحدات، وتوفير مصحة مختصة لعمال المؤسسة، وتوزيع الألبسة في الآجال المحددة وإعادة النظر في ميثاق الألبسة والنوعية، ورفع منحة الإطعام والنقل والمرأة الماكثة بالبيت، والاستفادة من منحة الليل مقارنة مع بعض المؤسسات ذات الطابع التجاري والصناعي التي تحظى بهذا المطلب الذي يعد جد ضروري من أجل ضمان سلامة الأعوان، غير أنه ورغم الاستجابة للبعض منها، إلا أن التجسيد على أرض الواقع يظل أمرا صعب المنال وسط ”سياسة التهرب” التي تنتهجها النقابة والإدارة. موازاة مع ذلك، اتصلنا مرارا بالأمين العام لمؤسسة ”ناتكوم” وعضو نقابة المؤسسة الناشطة في إطار اللجنة المشتركة تحت إشراف الاتحاد الولائي، عمر شريفي، من أجل الاستفسار عن ”حالة الغليان” التي يعيشها العمال منذ قرابة أسبوعين، غير أنه لم يرد على اتصالنا.