سلال يشكو سعداني في تقرير قدّمه إلى الرئيس شكل عدد من الملفات السياسية الوطنية محور اللقاء الذي جمع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بالمبعوث الأممي وجامعة الدول العربية لسوريا الأخضر الإبراهيمي، منها ملف الانتخابات الرئاسية المقررة في أفريل القادم، حسب ما نقلته مصادر ل”الفجر”، حيث تعهد الرئيس بوتفليقة بإجراء انتخابات رئاسية شفافة، دون أن يتطرق إلى رغبته في الترشح لعهدة رابعة، رغم تعالي الأصوات السياسية المروجة لهذا المسعى، وفي مقدمتهم الأمين العام لحزب الأفالان عمار سعداني، وشخصيات من محيط الرئيس. نقل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في اللقاء الذي جمعه بالدبلوماسي الأخضر الإبراهيمي، الذي بدوره قدم عرضا عن تطورات ملف أزمة سوريا، باعتبار أن وزير الخارجية الجزائري الأسبق مبعوث الأمين العام والجامعة العربية لسوريا منذ سنتين، عزمه إجراء انتخابات رئاسية في ظروف تطبعها الشفافية والديمقراطية مع تسخير كل الإمكانيات المادية والبشرية. إلا أن اللافت في الأمر أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لم ينقل في اللقاء الذي طغى عليه طابع حميمي بحكم العلاقة التي تجمع الرئيس بوتفليقة بالأخضر الإبراهيمي، إن كان يرغب في الترشح لعهدة رابعة على التوالي منذ سنة 1999، كما ينادي به العديد من أنصار الرئيس بوتفليقة، وفي مقدمتهم حزب جبهة التحرير الوطني بقيادة عمار سعداني، ورئيس حزب تجمع أمل الجزائر عمر غول، والجبهة الوطنية الشعبية التي يرأسها عمارة بن يونس، وشخصيات من محيط الرئيس بوتفليقة الذي لم يتكلم إلى حد الآن في الموضوع. ونقلت نفس المصادر أن الرئيس بوتفليقة الذي بدا واقفا وفي صحة جيدة منذ تعرضه للوعكة الصحية في أفريل الماضي، تطرق أيضا مع الأخضر الابراهيمي إلى المحيط الإقليمي وما ينتظر الجزائر من تحديات خاصة على الحدود الشرقية المحاذية ليبيا وتونس. نسيم. ف بعد استهدافه بتصريحات وأوصاف سلال يشكو سعداني في تقرير قدمه لرئيس الجمهورية أكدت مصادر مطلعة أن الوزير الأول عبد المالك سلال، حرر تقريرا يشكو فيه من التجاوزات التي ارتكبها الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، في حقه، بعد أن أطلق عليه أوصافا وحكم عليه بالفشل في النشاط السياسي ونعته ب”باللاعب السيئ في السياسة”. واستنادا إلى ذات المصادر، فإن التقرير الذي أعده الوزير الأول، حمل طابع الشكوى والاحتجاج من التدخل الذي قام به رئيس حزب الأغلبية في حق الوزير الأول، وفي شؤون لا تعنيه، وكأنه وصي على النشاط الحكومي، لاسيما وأن عمار سعداني دعا صراحة سلال للاكتفاء بملازمة النشاط الحكومي والتنفيذي ومتابعته، ”لأن السياسة ليست الساحة التي يجيد بها اللعب”، ويرمي التقرير الذي تم تسليمه للسلطات العليا، إلى وضع حد للتصريحات التي فاجأ بها سعداني العام والخاص، إلى حد أنها طالت مؤسسة الجيش. ورافق التقرير إشاعات حول إمكانية إزاحة عمار سعداني من منصبه الحزبي، خلال انعقاد الدورة القادمة للجنة المركزية المقررة في 16 نوفمبر الجاري، خاصة مع بلوغ سقف التوقيعات 140 توقيع عضو لجنة مركزية، غير أن المراقبين يرون في خلاف سعداني وسلال سحابة عابرة لن تؤثر على الجو العام الذي سخره أنصار الرئيس لهدف إنجاح العهدة الرابعة.