صدر، حديثا، عن المؤسسة الوطنية للاتصال النشر والإشهار، رواية للشاعر والإعلامي عبد الرزاق بوكبة، الرواية الموسومة ”ندبة الهلالي، من قال للشمعة أح ؟”، والتي جاءت في 345 صفحة من القطاع المتوسط، وذلك ضمن سلسلة نزلة سرد التي قدمت في المعرض الدولي للكتاب في طبعته 18 التي اختتمت فعالياتها مؤخرا بالعاصمة. ضمت الرواية 25 عنوانا صغيرا حاول الروائي من خلال مؤلفه سرد أطوار الرواية بشكل تجريبي مختلف ومميز، حيث جعل الراوي شخصية ضمن أطوار الحكاية التي جاءت كنوع من تماهي الكاتب مع نصه في صورة سريالية، يقرر الراوي بتشجيع من شخوصه أن يروي نفسه هو أيضا ويقحم آراءه ومشاعره بشكل مكشوف للقارئ، فتطرق إلى عديد من القضايا من خلال دمج الواقع مع الخيالي في شخوص سيرة بني هلال كذياب الزغبي، الجازية الهلالية،أبو زيد الهلالي، وشخصيات حديثة كالوناس، لويزة، وقلب الفرخ وسعيد القرد. ويحاول الروائي رصد الأحلام المجهضة لجيل الثمانينات أثناء العشرية السوداء ومعاناة الشخصيات من الأحداث الدموية لتلك الفترة من خلال روايات رحمة ورسائلها الناقمة إلى السيد الأمير العظيم بتحدثها عن حياتها وأحلامها المجهضة، وكذا الوناس الذي رمز به الروائي إلى المطرب الثائر معطوب الوناس، واستخدم بوكبة لغة حميمية استخدم فيها الكثير من التعابير الجزائرية العامية، ما جعل النص يحظى بهوية واضحة وأصلية. وتميز النص بقوة مشاهده خصوصا تلك التي تطرق فيها إلى الحديث عن حياة الوناس والجانب الفني من شخصيته الحساسة المتأثرة بالأوضاع الصعبة التي اجتاحت البلاد، كما احتوت الرواية على مشاهد تطرق فيها الروائي إلى استخدام السرد عن طريق التعبير بوسائل التكنولوجيا الحديثة، حيث استخدم الروائي في أحد فصوله إيمايلاته الخاصة الموجهة إلى الروائي عبد الرزاق بوكبة لتعزيز تجريبيته في السرد. وتميزت الرواية بغرائبية جميلة في الحكي وتجريبية مميزة زادت من تميز النص ومتانة السرد فيه.