تجار الدواجن يهنئون الأسر الجزائرية على طريقتهم الحاج بولنوار ل"الفجر":"التبعية للخارج في استيراد الغذاء الحيواني هي السبب الرئيسي في ارتفاع الأسعار" اجتاحت الأسواق الجزائرية موجة ارتفاع شديدة في أسعار اللحوم البيضاء بحلول الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، حيث فوجئ المستهلكون بمختلف أرجاء الوطن بإعصار تسونامي يضرب جميع الأسعار بأنواعها، ليزيد من معاناة المواطن الجزائري وغضبه خاصة في ظروف عدم السيطرة على الأسواق. الدجاج المحمر ب800 دج والدجاج غير الناضج ب400 دج للكيلوغرام الواحد.. هذه هي الأسعار التي عرضت في محلات بيع الدواجن بشوارع العاصمة، التي وضعت أسعارا خيالية للحوم البيضاء، متسببة بذلك في التهام ميزانية الأسر الجزائرية، ما دفع المواطن إلى الخروج من هذه المحلات تحت نوبة غضب شديدة. وبعد أن كان سعر الدجاج المحمر 450 دج وصل ثمنه إلى 800 دج. وبعد أن بيع الدجاج ب250 دج للكيلو غرام الواحد وصل ثمنه إلى 400 دج للكيلوغرام الواحد مع اقتراب المولد النبوي الشريف، الأمر الذي أثار سخط العديد من الزبائن الذين راحوا ينددون بالوضعية التي آلت إليها الأسواق الجزائرية، والتي يقوم فيها التجار برفع أسعار المنتوجات التي تعوّد المواطنون على اقتنائها في المناسبات الدينية. وفي المقابل شهد سعر الديك الرومي ارتفاعا قليلا مضاهاة بالدجاج، حيث عُرض للبيع ب 850 دج أيام المولد النبوي الشريف، بعد أن بيع في الأيام العادية ب 750 دج للكيلوغرام الواحد. في السياق، صرح حاج الطاهر بولنوار، المكلف بالإعلام في الاتحاد العام للتجار الجزائريين، في اتصال له ب”الفجر”، أن حمى الإرتفاع التي شهدتها أسعار اللحوم البيضاء ترجع لحلول المناسبة الدينية المتمثلة في المولد النبوي الشريف أولا، بالإضافة إلى قلة الإنتاج الوطني لهذا المنتوج، خاصة أن الجزائر تنتج ما يفوق 250 ألف طن في السنة من اللحوم البيضاء في حين الطلب الوطني يقدر ب 400 ألف طن، ما يدفع مربي الدواجن إلى رفع أسعارها لقلة العرض الذي يقابله طلب كبير. مضيفا أن تجار التجزئة لا يتحملون أية مسؤولية قانونية كون الأسعار تخضع لقانون العرض والطلب. كما أوضح بأن السبب الرئيسي لارتفاع الأسعار هو ارتفاع سعر الغذاء الحيواني بالنسبة للحوم البيضاء، كالذرة والصوجا، لأن السوق الوطنية لا تلبي طلبيات الغذاء الحيواني، ما يدفع لاستيراده من الخارج. كما أكد بولنوار أن نقص إنتاج الغذاء الحيواني هو السبب الرئيسي في ارتفاع أسعار الدجاج واللحوم، وعدد مربي الدواجن ومنتجي اللحوم البيضاء في حدود 30 ألف مربي، هو رقم قليل لا يمكنه أن يلبي الطلب الوطني المتزايد خاصة في الفترات التي يرتفع فيها الطلب على هذا النوع من اللحوم، وعلى رأسها المناسبات الدينية التي يحييها الشعب الجزائري . من جهته، مراد ضيف، ممثل اللجنة الوطنية لتجار اللحوم البيضاء، تكلم بصفته تاجر في اللحوم البيضاء وقال إن ما تشهده الاسواق من ارتفاع في أسعار اللحوم البيضاء لا تعد بالزيادة الكبيرة وأن التجار يخضعون للسعر المرجعي الذي أعدته الوزارة، وأن ثمن اللحوم البيضاء في هذه المناسبة الدينية يعد منخفضا مقارنة بالسنوات الماضية، لأن تجار اللحوم البيضاء حاليا لا يعانون البتة من الرسوم الجمركية خاصة لدى استيرادهم للمادة الأولية من غذاء الدواجن، بعد التخفيضات التي خصتهم بها الدولة في السنة الجارية، ما ساهم في استقرار الأسعار. كما أرجع سبب زيادة التجار في أسعار اللحوم البيضاء إلى ثقافة المستهلك التي بقدوم المواسم الدينية تنهال على التاجر بالطلبات التي تولد لدى التجار تزايدا في الضغط جراء الطلبات الخيالية، خاصة بالجزائر العاصمة. وفي هذا الصدد أشار مراد ضيف إلى أن الدولة تملك 0 بالمئة من المذابح، وأن معظم المذابح تعد ملكا للخواص خاصة بالعاصمة التي تستهلك 40 بالمئة من الإنتاج الوطني للحوم البيضاء، والذي يعد نسبة هائلة الإرتفاع مقارنة بالنقص الفادح للتموين المحلي.