على الرغم من أن فترة المناسبات الدينية التي ترتبط عادة بغلاء بعض المواد بشكل مذهل قد انقضت، إلا أن أسعار اللحوم البيضاء عرفت ارتفاعا ملحوظا، من دون أن يجد المواطن أي مبرر أو تفسير منطقي لذلك، حيث تراوح سعر الكيلوغرام الواحد من لحم الدجاج بين 360 و380دج، ليصل في بعض أسواق العاصمة إلى 460 دج للكلغ .هذا الغلاء يبرّره التجار بارتفاع أسعار غذاء الدواجن، وعلى ما يبدو فإن الأسعار لن تعرف استقرارا خلال الأسابيع القادمة، هذا ما جاء على لسان جمعية «حماية المستهلك» مصطفى زبدي الذي صرّح أنه قد أعلن على صفحته الخاصة في «الفايسبوك» عن حملة لمقاطعة شراء الدجاج إن استمرت أسعاره في الارتفاع، وهو يحاول جلب أكبر عدد ممكن من المشاركين في حملة المقاطعة، كما أضاف، «صحيح أن الدجاج والبيض هما المصدران الوحيدان اللذان يقدّمان البروتين لجسم الإنسان تحت الغلاء الفاحش للحوم الحمراء، كما أن الدجاج نجده تقريبا في كل مكان في المطاعم وفي المواسم، فمن الصعب على المستهلك مقاطعته بسهولة، إلا أنه ومع ارتفاعه التدريجي هذه الأيام لابدّ للمواطنين أن يقوموا بمقاطعته كما فعلوا مع الموز الذي كان قد ارتفع مؤخرا». أكد العديد من المواطنين، أن ارتفاع أسعار الدجاج في الآونة الأخيرة ليست له أي مبررات، مرجعين السبب إلى غياب الرقابة وعدم التحكم في حركية الأسعار والمضاربة التي تستهدف الجيوب، ليس فقط حين تحل مناسبة دينية ولكن طيلة أيام السنة، وقد ارتفعت أسعار لحم الدجاج باعتباره مادة أساسية، لتصل في بعض أسواق العاصمة إلى 470 دج للكلغ الواحد، مما جعل الكثير منهم يعجزون عن اقتناء دجاجة متوسطة الحجم، لأن سعر أقلها وزنا تجاوز 580 دج، أما الأقل من ذلك، فلا يمكن إطلاق اسم الدجاجة عليها، لأن حجمها أقرب إلى حجم الحمام، في حين أرجع عمار لكحل رئيس جمعية تربية الدواجن، أن السبب الأول والرئيسي في غلاء سعر الدجاج يتعلق بالمستوردين الذين يتلاعبون في مهنتهم من دون أية رقابة، حيث أقدموا على توقيف القرض من البنوك، وهنا تكمن المشكلة، كون الفلاحين بهذه الخطوة لن يستطيعوا إنهاء نشاطاتهم الفلاحية كونها ترتكز بشكل كبير على قروض المستوردين، مما تسبب في غلاء سعر الدجاج خاصة في الآونة الأخيرة. من جهة أخرى، أفاد عمار لكحل، أن سعر الدجاج عند خروجه من المداجن يصل إلى 270 دج للكلغ الواحد، بعدها يبدأ التلاعب في السعر مع الوسطاء وصولا إلى المستهلك، فتجار التجزئة مثلا يكون لديهم سعر الكلغ الواحد من الدجاج ب350 دج ليصل إلى المواطن ما بين 450 و470 دج للكلغ الواحد. الإنتاج السنوي للحوم البيضاء لا يزيد عن 250 ألف طن أفاد الناطق الرسمي للتجار والحرفيين، بولنوار، أن الإنتاج السنوي للحوم البيضاء في الجزائر لا يزيد عن 250 ألف طن، في حين أن الطلب يفوق 400 ألف طن، وفيما يخص غلاء الأسعار، أكد أن مربي الدواجن يعتمدون على أساليب تقليدية بدائية تفتقر للجودة العالية ، هنا تظهر مشكلة نقص الإنتاج وبالتالي ارتفاع سعر الدجاج، وأوضح بولنوار، أن ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء والأسماك يحفّز المستهلك على شراء اللحوم البيضاء، هنا يجد التجار الفرصة السانحة للزيادة في سعر الدجاج، والحل الأنسب -حسب نفس المتحدث- هو أن على الدولة تأهيل وتكوين مربي الدواجن في مناطق مختلفة من الوطن وتشجيع إنتاج الغذاء الحيواني الذي يعرف ركودا كبيرا بالجزائر خاصة ما يتعلق بغذاء الدواجن.