رفع صور السيسي بدل الشهداء في احتفالية الثورة طبيعي قالت الإعلامية المصرية وأول امرأة تترشح لرئاسة مصر، بثينة كامل في تصريح للفجر، إن رفع صور السيسي في احتفالية ذكرى 25 يناير بدل صور شهداء الثورة أمر طبيعي كون السيسي اليوم رمز للحرب على الإرهاب الذي يضرب مصر، وأضافت أنه لا يمكن تقييم مكتسبات الثورة اليوم لأن مشوارها صعب وطويل ويحتاج للكثير من العمل مستقبلا. في الذكرى الثالثة لانتفاضة 25 يناير، ما تقييمك لما تحقق من المطالب التي اندلعت من أجلها؟ قبل أن نتحدث عما تحقق من الثورة يجب أن نتحدث عن المراحل التي مرت بها وما عقبها من أحداث كبيرة شهدتها مصر، أهمها الصفقة التي تمت بين أمريكا وبعض القوى الأجنبية مع تنظيم الإخوان الإرهابي، والقائم على إنشاء دولة الخلافة الكبرى التي يحلمون بها، في إطار صفقة مشروع الشرق الأوسط الجديد، وطبعا بوجود دور تركي وقطري كبيرين وضح ذلك جليا بعد ثورة 30 يونيو، ولا ننسى كيفية وصول الإخوان للحكم عن طريق الصفقة التي عقدها التنظيم مع المجلس العسكري آنذاك، والذي ننتظر كلمة القضاء المصري فيه، وبعد ذلك وعى الشعب المصري بظلامية الإخوان وظلمهم مما جعله يكرر تجربة 25 يناير 2011 ويقوم بثورة ضد حكمهم الذي كان يريد أن يعيد مصر للقرون الوسطى، خاصة بعد الإعلان الدستوري الذي أصدره مرسي والذي ألغى بموجبه كل المؤسسات والهيئات والسلطات واستأثر بكل السلطات، وأمور أخرى كانت تحدث في البلد، لذلك أقول أن مشوار الثورة طريق صعب، وطويل ويحتاج للعمل والصبر والنظر بعين واعية لما تمر به البلد، خاصة وأننا خرجنا من حكم مبارك الفاسد طيلة 30 سنة، عرفت مصر فيها، تعليما فاسدا واقتصادا منهارا ووضعا اجتماعيا كارثيا، هناك مطالب تحققت، وهناك المزيد من المطالب لم يتحقق بعد، ويحتاج لنضال من كل من قام بالثورة ومن كل الشعب المصري. حققنا أيضا وعيا كبيرا لدى الشعب، وظهر ذلك جليا في عدم الخنوع والخضوع لأي نظام سيحكم مصر، كما حققنا صنع دستور نفخر به، صحيح أننا لا نصفه بأنه أعظم دستور في العالم لكن يمكن القول أنه دستور يحمي الحريات والمعتقدات، ويحفظ الشعب المصري وحقوقه ويهتم بكل فئات المجتمع، كما أننا ننتظر أن نحقق انتخابات برلمانية ورئاسية في مستوى تطلعات الشعب المصري وهذه إنجازات مهمة لا يمكن أن ننكرها. ما تقييمك للمشهد السياسي في مصر حاليا، وما رأيك فيمن يقول أن مصر مقبلة على حرب أهلية؟ المشهد السياسي لا يقرأ بعيدا عن الأحداث التي تمر بها مصر ومرت بها قبل هذه الأيام، يجب ألا ننسى أن مرسي كان يقود مصر للسيناريو العراقي، بتدميره لكل مؤسسات الدولة، وثورة 30 يونيو أنقذت مصر من هذا، كما لا ننسى أن الوضع كان كارثيا لدرجة أن البلد كان على شفا حرب أهلية، وضع اقتصادي مزر ومتدهور، مشاكل اجتماعية، إقصاء الشعب المصري، بلطجة، صراع على السلطة، ولذلك المرحلة الحالية هي نتيجة إفراز لما سبقها من مراحل، فمصر حاليا تخرج بالتدريج من كل المشاكل والمراحل الصعبة الماضية، ونأمل في الكثير من الإنجازات في المستقبل القريب أن شاء الله. ما الذي تغير من يوم الاستفتاء لغاية اليوم؟ لا نستطيع الحديث عن مكتسبات راهنة عن الدستور، لأن الكلام عن متغيرات بعد الاستفتاء سابق لأوانه، لكن يكفي أننا قمنا بالخطوة الأولى وأصبح لدينا دستور عليه توافق مجتمعي واسع جدا، كما أن الدستور جاء وسط تحديات كبيرة خاصة وسط التهديدات الإرهابية التي توعدته بالفشل، ففي الظرف الحالي ووسط كل الصراعات بين القوى الناشئة وبين ظلامية الإخوان وعودة الفلول، فالاستفتاء كان بمثابة المعجزة أصلا. أول أمس تم رفع صور وزير الدفاع في ميدان التحرير وكل الميادين التي شهدت الاحتفال بثورة 25 يناير واختفت صور الشهداء، كشباب ونساء صمدوا 18 يوما في التحرير حتى إسقاط مبارك، ألم يزعجكم الأمر؟ أبدا. لم يزعجنا أصلا. مصر مرت بفترة طويلة غاب فيها الرجل القائد، وفقد الشعب المصري الرجل القدوة، ثم مرت البلد بصفقات بين المجلس العسكري والإخوان ثم حكم الإخوان الأسود الإرهابي، والفريق أول عبد الفتاح السيسي على رأس المؤسسة العسكرية التي وقفت مع الشعب في ثورة يناير التي أسقطت كل تلك الصفقات والمؤامرات على ثورة يناير، وجاءت لتستكمل المسار، فمن الطبيعي أن يرفع الشعب صور السيسي في ذكرى يناير، خاصة وأنهم يرون فيه مخلصهم من الجهاديين والإرهابيين.. وبذلك أصبح رمزا مضادا للإرهاب والإخوان، وهذا نتيجة طبيعية لتطور الأحداث. تقود بعض وسائل الإعلام حملات واسعة لتشويه صورة بعض الحركات الثورية، ما تعليقك على ذلك؟ يجب أن نعرف أن هذا الإعلام هو نفسه من قام بتنجيم تلك الحركات في يوم ما، ثم إن هناك الكثير من تلك الحركات لم تكن فعلا موجودة في الثورة ولم تستفد منها الثورة، لكن رأيناها تتصدر المشهد والإعلام وكأنها هي من قامت بها، الثورة جاءت بلا رأس، وقام بها الشعب المصري ضد نظام حكم فاسد، ولا أحد له الفضل عليها ولا يوجد من هو وصي عليها أو التحدث باسمها غير الشعب المصري.