هدد تجار سوق الجملة لتوزيع الخضر والفواكه ببلدية البوني، بالامتناع عن العمل عن طريق اللجوء لإضراب مفتوح عن النشاط، تنديدا بتجاوزات خطيرة أبقت على وضعية السوق المتدهور ة والتي تنذر بكارثة بيئية وصحية على السكان لسنوات عديدة. وتحددت مطالب المعنيين في انتشال هذا الفضاء التجاري من الوضعية الكارثية التي يتخبط فيها، والتي أسفرت عن انتشار هائل وواسع للفئران والكلاب الضالة، جراء القمامة المتراكمة في أنحاء السوق التي تحولت إلى مكب للنفايات. وأشار التجار المحتجون إلى اهتراء البنية التحتية للسوق، الذي رصدت له مديرية التجارة 13 مليار سنتيم كغلاف لإعادة تهيئة 324 خانة تجارية و24 غرفة تبريد توجد في حالة سيئة. كما سطرت مصالح بلدية البوني بالتعاون مع مديرية البيئة برنامجا يتعلق بجمع القمامة، خصص له مبلغ 3 ملايير سنتيم، غير أن تماطل المقاول المكلف بالإنجاز، بحجة عدم وجود سيولة مالية تمكن من القيام بأشغال الترميم والتهيئة للبنية التحتية، إلى جانب عدم وجود فرق متابعة ومراقبة لمختلف هذه المشاريع، نجم عنها تجاوزات خطيرة تستدعي، حسب التجار، مباشرة تحقيقات لكشف وجهة هذه الأموال، التي لم تساهم في تغيير واقع السوق الذي يزداد سوءا يوما بعد يوم. وأعادت الوضعية سوق الخضر بالبوني إلى نقطة الصفر، علما أنه سجل فقط مد خط كهربائي وبعض الأشغال الجانبية الخاصة ببناء جدار دعم، إلى جانب تصليح قنوات المياه، ليبقى ديكور التلوث سيد الموقف في عين المكان، هذا ناهيك عن إشكالية عويصة أخرى تتمثل في انعدام الأمن، ما كان وراء تسجيل عديد حالات الاعتداء على تجار الجملة والزبائن على السواء، في أكثر من مرة، من قبل عصابات تستهدفهم بغرض الاستحواذ على الأموال التي يحوزون عليها، الأمر الذي كان وراء اندلاع احتجاجات التجار وغلقهم للسوق، على فترات متقطعة، في محاولة لدفع القائمين على شؤون بلدية البوني للتدخل لإنشاء مركز أمني يمكن من ضبط الأوضاع الأمنية، التي هي في تدهور يومي. وتشير شكوك المواطنين، وحتى مصالح الصحة، إلى تحول السوق إلى مصدر للأمراض المعدية، حيث يجري الحديث، عن كون انعدام النظافة والرقابة على المواد الغذائية التي تباع فيها، سببا في تفشي داء التهاب الفيروس الكبدي، الذي خلف إلى غاية نهاية الأسبوع الفارط، 190 مصابا، جراء تناول مواد استهلاكية ملوثة، حيث لازالت تحقيقات لجان البيئة ومديرية الصحة مستمرة لكشف بؤرة المرض الناجم أساسا عن وجود فضلات عضوية، إما بمياه الشرب أو بالخضر والفواكه، وهو الأمر الذي سبق وأن حذر منه العاملون في السوق، جراء الانتشار المذهل للفئران والكلاب الضالة التي تتجول بكل حرية بين الخضر والفواكه وبخانات السوق.