صرح الكاتب الصحفي، سعيد خطيبي الذي أصدر، مؤخرا، عمله الروائي الأول الموسوم ”كتاب الخطايا” والذي حقق نجاحا معتبرا في الطبعة الثامنة عشرة من معرض الكتاب الدولي، ووصف الروائي عمله قائلا أن ”موضوع الرواية ليس انتصارا للمرأة كامرأة، بل إعادة لطرح التساؤل عن مفهوم الشرف، وهل ما تزال المرأة قاصرا لنتعامل معها دائما بتعال وسلطوية؟” حيث أراد الروائي أن يقترب من خلال عمله من موضوعات مسكوت عنها، خصوصا فيما يتعلق بعلاقة المرأة بجسدها، ونظرة الرجل تجاهها، من منظور فلسفي، وليس من أجل الإثارة، ففهم المرأة حسب خطيبي يعد عتبة مهمة للوصول إلى مجتمع المساواة والحرية، وأوضح أنه فتح نهاية بطلته كهينة التي حاولت تحدي التقاليد على كل التكهنات، لتكون نهايتها مفتوحة تحتمل النجاح كما تحتمل الفشل، ولكن الشيء الأهم أنها جربت كل ما تريد، وصارت وحدها من يمتلك الحق في تحديد مصيرها، وتحمل مسؤولياتها، بعيدا عن الهيمنة الذكورية التي ميزت طفولتها ومراهقتها، فالقارئ يعيش يوميا حالات ممائلة، والجميع يتفق حول حقيقة قمع المرأة، والحد من قيمتها وحصرها في وظائفها البيولوجية وخاصيتها الجنسية. وأضاف خطيبي أن ما ينقصنا هو النظر إلى أنفسنا فعلا، ونقد الذات والكف عن تزييف الواقع، حيث شبه روايته ”كتاب الخطايا” بالمونولوغ الداخلي، الذي يعيد القارئ إلى بعض الكتابات الإنجليزية خصوصا أعمال الكاتبة فرجينيا وولف، حيث ينطوي العمل ضمن بنية سردية تتقاطع فيها أصوات وشخصيات خارجية مع شخصية البطلة المحورية، ويلعب فيها المؤلف دور الملاحظ لا دور المؤلف. أما عن اختياره لموضوع العمل، قال الروائي أنه ظل مهتما بوضعية المرأة في المجتمع الجزائري والتي تجد نفسها يوما وبشكل متواصل ضحية التقاليد والعادات التي تغيب عنها مفاهيم المساواة، كما تساهم القوانين الوضعية في التشريع الجزائري بشكل ملحوظ في الحد من قدرتها على التحرك، والمناورة في المجتمع، ولكن القرار النهائي سيرجع دائما لها، سواء بالخضوع أو التمرد، فهي على الرغم من كل القيود والحواجز والمحظورات، تمتلك مفاتيح التغيير نحو الأحسن، حيث تعمل على إعادة النظر في التشريعات التي تربط علاقتها بالمجتمع، ودحض الصورة القاتمة التي رسختها العادات القديمة وهذا الأمر أصبح ملاحظا بشدة في الآونة الأخيرة.