تشهد ولاية تيسمسيلت منذ ما يزيد عن الشهر تذبذبا في تزويد المواطنين بحليب الأكياس، مما ولد حالة احتقان وغضب لديهم الذين باتوا يترصدون عربات نقل الحليب أمام المحلات في ظل الفوضى ومناوشات التي تحدث من أجل الظفر بكيس حليب، كما نجم عن هذه الندرة سلوكات سلبية لدى الباعة، حيث أصبح كيس الحليب الواحد يباع خلسة للمقربين ولا يتم عرضه أمام العامة، بالإضافة إلى رفع سعره من 25دج إلى 30دج في ظل ارتفاع سقف سعر حليب البودرة إلى 500 دج للعلبة الواحدة. واستاء السكان من الندرة غير مبررة حسبهم، حيث يرون أن الحليب مدعم من طرف الدولة، متسائلين عن جدوى وجود ملبنة ببلدية خميستي وبالتحديد بمنطقة المسماة سيدي منصور لا يمكنها تغطية العجز الحاصل على مستوى جميع البلديات، إلا أن مصادر أكدت أن الملبنة التي تشغل 20 عاملا تعاني هي الأخرى من نقص التموين بالمادة الأولية لصنع الحليب المبستر منذ سنوات، نظرا للعدد غير الكافي للممونين من مربي الأبقار أيضا، وإخلال بعضهم ببنود الاتفاقيات المبرمة مع صاحب الملبنة، بالإضافة إلى لجوء بعض منتجي الحليب إلى ولاية تيارت، بحجة التسريع في عملية التخليص من 15يوما إلى يوم واحد، مقارنة مع ملبنة المذكورة آنفا، حيث قل إنتاجها بنسبة 60 بالمئة أي 20 ألف كيس يوميا، حيث أرجع مسير الملبنة الوحيدة بتيسمسيلت إلى عدم كفاية مؤسسته من الحصة المقدمة له من حليب البودرة من طرف الديوان الوطني للحليب والمقدر ب3700 كيس يوميا، رغم قدرة المؤسسة على إنتاج ما قدره 80 ألف كيس يوميا. وفي خضم تلك المشاكل التي تعيق تزويد المواطن بالحليب وإنهاء معاناته استلزم رفع حصة المقدمة من قبل الديوان إلى 40 ألف كيس يوميا.