تنطلق اليوم، بولاية وادي سوف، فعاليات الطبعة الثانية للأيام المغاربية للمسرح، التي تنظمها جمعية عشاق الخشبة للفنون الدرامية، حاملة اسم المرحوم ”علي ناجي”، وتشارك فيها 15 فرقة مسرحية مغاربية وعربية، وتسجلّ حضور فنانين مسرحيين كبار من الجزائر، تونس، المغرب ومصر وغيرها. الفعالية التي تدوم إلى غاية ال19 من الشهر الجاري، بدار الثقافة محمد الأمين العمودي، بالوادي، تعرف حضور فرق مسرحية جزائرية ومغربية وتونسية وليبية وكذا مصرية وسعودية وعراقية ولبنانية، بهدف الاحتفاء بالفرق المسرحية الجزائرية خاصة والفرق المسرحية العربية عامة، وكذا التشجيع على تطوير المسرح الجزائري، عن طريق إدماج الخبرات العربية المتنوعة في العروض المسرحية القادمة قصد امتزاج التجارب المسرحية المغاربية والعربية فيما بينها. كما تسعى لخلق إطار للنقاش والحوار حول خصوصيات التجربة المسرحية المغاربية ككل، خصوصا ما بات يطرحه اليوم ”الربيع العربي” على التجربة المسرحية مغاربيا وعربيا، والإسهام بشكل فعّال في إشعاع مسرح البلدان المغاربية، واحتضان دورات تكوينية لفائدة الشباب المغاربي، وبلورة مشروع متكامل حول مسرح المنطقة. وفي السياق حسب ما علم من مصادر خاصة، فإنّ الأعمال الجزائرية تستوحي معظم المسرحيات الجزائرية نصوصها من الاقتباس والترجمة والنصوص المدبلجة وهو ما جعلها تعاني من نقص في مضمونها ومحتواها وتفقد نكهتها العربية وروحها المغاربية، ولا تعكس مشاكل واهتمامات وتطلعات الجزائريين وفقا لخبراء في المجال الفني. وقد صرّح المخرج بن عميروش أيوب أن المسرح الجزائري يعيش عصر ضعف الكتابة النصية. بينما يرى الباحث أحسن تليلاني أن المسرح الوطني لا يتوفر على أرشيف ما تسبب في خلق مشاكل عديدة للباحثين والطلبة المهتمين بهذا المجال. وهذا ما جاءت من اجله هذه التظاهرة بهدف الاستلهام من من تجارب المسرحيات العربية المتصالحة مع تاريخها وعشاقها. التظاهرة خصصت لتكريم أحد المسرحية الهامة في الوطن العربي الراحل ”علي ناجي”، من اكبر الشخصيات المسرحية الجزائرية التي نشطت على مستوى كبير منذ صغرها على التأسيس للمسرح الوطني، حيث عمل مشرفا فنيا في مجمل ما أنتج من مسرحيات في المسرح الوطني. من جهة أخرى سيكون نادر القنة، المسرحي والأكاديمي الكويتي على رأس لجنة التحكيم التي تضم كل من المخرج هارون الكيلاني، أستاذ الدراما طبال زرزور والمخرج المسرحي فتحي صحراوي من الجزائر، إضافة إلى الممثلة التونسية لطيفة القفصي وأستاذة النقد والأدب المسرحي العراقية سافرة ناجي، وكذا الليبي علي فلاح، حيث رصدت لجوائز الأيام المغاربية الثانية للمسرح جوائز قيمة تمنح للأعمال المتوجة، هي جائزة أفضل عرض متكامل وجائزة أفضل إخراج وأفضل نص وأفضل سينوغرافيا وأفضل ديكور وأفضل ممثل وأفضل ممثلة بالإضافة إلى جائزة الجمهور. كما تتخل التظاهرة تقديم ندوات فكرية ستسلط الضوء على حال لسان الضاد المهدد بالخطر، بحضور مختصين في المجال.