أجمعت نقابتا ”كنابست” و”سنابست” على مواصلة الإضراب للأسبوع الرابع على التوالي، وأوضحتا أنه كلما شددت وزارة التربية الوطنية من الإجراءات والعقوبات ضد المضربين كلما ازدادت حدة الإضراب والتصعيد فيه، وأكدتا في هذا السياق أن ”الوضع الحالي يزداد أكثر تعقيدا وتعفنا وسيخلق أزمة مضاعفة في القطاع”. وأوضح المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع ”كنابست” أن النقابة لا تزال متمسكة بالإضراب والقاعدة تصر على ذلك، بسبب ”تجاهل” وزارة التربية الوطنية للمطالب المهنية والاجتماعية التي تبقى عالقة حتى الآن، بالرغم من مرور ثلاثة أسابيع على الإضراب، لكن دون ”تدخل الوصاية بحلول تحفظ ماء الوجه لتفادي استمرار الحركة الاحتجاجية”. وقال عضو المجلس الوطني المكلف بالإعلام في ”كنابست”، مسعود بوديبة، أمس، في تصريح ل”الفجر”، إن الإضراب سيتواصل للأسبوع الرابع على التوالي، وذلك أمام ”استمرار استفزازات وزارة التربية الوطنية بتسليط عقوبات ضد المضربين، بعدما وجهت تعليمات لمدراء التربية في الولايات، ومدراء المؤسسات التربوية بمباشرة الخصم من الأجور، وتوجيه إعذارات للالتحاق بمناصب العمل وإلا التعرض للفصل، وهو ما ستشرع فيه الوصاية الاثنين المقبل وفق ما تضمنته تصريحات مسؤولي القطاع مؤخرا”، مضيفا في حديثه ”أن كل يوم نخسره في الإضراب، يصبح الوضع أكثر تعقيدا وتعفنا”. وأوضح المتحدث أن ”غياب السلطة التقديرية لدى مسؤولي وزارة التربية الوطنية جعلهم يشددون على معاقبة المضربين، لكنه من غير الضروري الاتجاه إلى مثل هذه الإجراءات لكونها غير قانونية، وثانيا تطبيقها عمليا غير ممكن، وحتى وإن حاولوا تطبيقها، فإن ذلك سيخلق أزمة مضاعفة في القطاع، وذلك بإقحام التلميذ كطرف آخر في الصراع وممكن أن يخرج إلى الشارع”. من جهته، قال منسق النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ”سنابست”، مزيان مريان، أمس، في تصريح ل”الفجر” إن الإضراب متواصل وماض نحو التجديد للأسبوع الرابع على التوالي، نافيا وجود أي اتصالات مع الوزارة أو توجيهها أي دعوة للعودة إلى الحوار والتفاوض من جديد حول المطالب العالقة، لأنها ”تريد الحوار بطريقة غير مسؤولة، وهذا ما لا نقبله جملة وتفصيلا”. وأوضح أن ما ذكرته وزارة التربية الوطنية بشأن العقوبات التي ستتخذها خلال الأيام القليلة القادمة، سجلها مندوبو ”سنابست” في بعض الولايات بتوجيه إعذارات لبعض الأساتذة للالتحاق بمناصب عملهم وإلا الفصل، كما أن تشديد الوزارة على الخصم من الأجور ”يعني لنا عدم استدراك الدروس الضائعة، كما أن غياب إرادة حقيقية لإيجاد حلول نهائية للمشاكل يزيد الوضع تعقيدا وتصعيدا أمام استمرار ممارسات وزارة التربية بصب الزيت على النار”.