مازال العشرات من المصابين بالعجز الكلوي ينتظرون منذ سنوات عمليات الزرع، بأكثر من 400 ملف مطروح منذ سنوات بإدارة مستشفى وهران وعالق دون الإفراج عنه. يعاني مرضى القصور الكلوي الأمرين في ظل نقص التكفل بهم والتأخر الكبير في إجراء الغسيل الكلوي، وذلك نتيجة للضغط المفروض على مصلحة الكلى بمستشفى وهران ونقص في آلات التصفية، والتي أصبحت لا تلبي حاجة العدد الكبير للمرضى الذين يمكثون ساعات تحت الآلات لإجراء الغسيل الكلوي.. وكثيرا ما يكونون معرضين بالإصابة ببعض الفيروسات الخطيرة لانعدام النظافة، بعد تداول المرضى على الآلة الواحدة لتصفية الدم، وهو ما تسبب في إصابة بعض العاملين وكذا المرضي بعدوى فيروسات ”ب-ا”. ندد العشرات من المرضى المصابين بداء الكلوي من تأخر إجراء عمليات الزرع التي من شأنها أن تقلص عدد المرضى الذين يفوق عددهم اليوم 13 ألف مريض، خاصة أن الكثير منهم - حسب تصريح ممثل جمعية المصابين بمرض الكلوي - غير مؤمنين ولا يستعطون متابعة حالتهم الصحية عند الأطباء، نتيجة لغياب التغطية الاجتماعية وارتفاع تكاليف العلاج والأدوية وغيرها من المصاريف الأخرى.. وهي الأسباب الذي أدت إلى تدهور الوضعية الصحية للكثيرين منهم الذين أصبحوا يموتون في صمت بعد طول انتظار إجراء عمليات الزرع لهم. وأرجع بعض الأطباء بمصلحة أمراض الكلى، في تصريح ل”الفجر”، ذلك إلى غياب مخابر تحليل الدم مجهزة للمصلحة، وكذا إمكانيات العمل من غرفة الجراحة وغيرها من الضروريات، لتفادي خطر المغامرة بحياة المريض، والتي أتلفت بعد إجراء البروفسور عطار، رئيس مصلحة الأمراض المسالك البولية بمستشفى وهران، أزيد من 4 عمليات زرع على المرض الوافدين إلى مصلحة الكلى من جميع ولايات الغرب، وكللت جميعها بالنجاح، بالتنسيق مع طاقم طبي فرنسي أشرف على عمليات الزرع. إلا أنه بعد مغادرة البروفسور عطار لمنصب إدارة المستشفى بإقالته ضاعت جميع الأمور الإيجابية، حسبهم. ليبقى المرضى ينتظرون ساعة الفرج في ترقب كبير لإنقادهم من الموت، خاصة أن حياتهم أصبحت مرهونة بآلات الغسيل الكلوي، والتي باتت ترهقهم بعد بقاء المريض مدة تفوق عن 3 ساعات تحت الآلة لغسل الكلى لديه، وهو أمر شاق خاصة بالنسبة للأطفال وكبار السن، وذلك ما باتت الأرقام تعكسه من ارتفاع في عدد الوفيات في غياب عمليات الزرع الكلى ومعها ثقافة التبرع بالأعضاء، والتي تقتصر حاليا على المحيط العائلي للمريض.. في الوقت الدي يحيي العالم في 13 مارس، اليوم العالمي لمرضي الكلوي، ومرضى الجزائر مهددون بالموت في كل لحظة لغياب التكفل الجاد بهم.