جاب الله: أقل موقف أن يقاطع الشعب مهزلة الانتخابات يعلى: الشعب بإمكانه الضغط بعدة أساليب شدد صبيحة أمس، رجال الأمن قبضتهم على كل المنافذ المؤدية إلى مقام الشهيد، بأعالي العاصمة، قبل وصول ”قادة” مقاطعة الانتخابات الرئاسية الذين غيروا وجهتهم غير بعيد عن المكان الرمز، أين أكدوا أن وقفتهم سلمية رمزية وجاءت تعبيرا عن رفضهم ”المسار الانقلابي”. وبدت ملامح الاستنفار الأمني عند المدخل السفلي لمقام الشهيد، حيث انتشر المئات من رجال الشرطة بالزي الرسمي والمدني، مطوقين المكان، بينما أغلقت المعابر المؤدية إلى ”المقام الرمز”، لمنع قيادات حزبية وشخصيات سياسية من تنظيم الوقفة احتجاجية، وهم رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله، والأمين العام لحركة النهضة محمد ذويبى، رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية محسن بلعباس، رئيس حزب جيل جديد سفيان جيلالي، والمنسحب من سباق الرئاسيات ورئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور، إلى جانب عدد من النشطاء. وكانت أول حادثة استوقفتنا، حضور الجنرال المتقاعد، محمد الطاهر يعلى، المنسحب من المشاركة في الانتخابات، والذي قدم تصريحات مقتضبة عن الراهن السياسي، وقال إن ”الشعب بإمكانه الضغط على السلطة بعدة أساليب كقرار الوقوف وقفة صمت جامعة”، وقبل ان يكمل، قاطعه رجال الشرطة الذين تدخلوا لمنع تجمعه بالصحفيين وبعض المواطنين، وفي الأثناء كان تجمع وسط الطريق للمقاطعين يثير الفضوليين وسكان الأحياء المجاورة، حيث التف عدد من الإعلاميين، حول عبد الله جاب الله، قبل ان يتم تطويقهم من طرف رجال الأمن. وأكد جاب الله، الذي كان رفقة النائب في البرلمان لخضر بن خلاف، أن ”الوقفة رمزية لم يدعو إليها الشعب، وأقل موقف وأكبر موقف أن يقاطع الشعب الجزائري مهزلة الانتخابات”، وطالب بتوفير ضمانات الممارسة المحمية وتنظيم انتخابات حرة ونزيهة، وبمرحلة انتقالية، متسائلا في الوقت ذاته عمن يحكم الجزائر بشكل فعلي، معبرا عن استهجانه لتصريحات عمارة بن يونس، التي شتم فيها معارضي العهدة الرابعة، مؤكدا انه ماض في رفع دعاوى قضائية. ولم تختلف تصريحات بن بيتور، ومحسن بلعباس، حيث اتفقا على كون الحل الوحيد للبلاد في الوقت الراهن يتمثل في الاحتكام إلى صناديق الاقتراع، في وقت أوضح جيلالي سفيان، في تصريح على الهواء الطلق، أن احتجاجهم سلمي وضد المسار الانقلابي، حسب وصفه. ونددت الشخصيات المحتجة التي استوقفها جموع من الشبان رفعوا لافتات كتب عليها ”نطالب بمرحلة انتقالية”، بإجراء ”انتخابات مزورة”، وذلك بعد وضع الإدارة ومؤسسات الدولة تحت تصرف الرئيس المترشح بوتفليقة.