اشترط الرئيس السوري بشار الأسد على المرشحين لرئاسة دمشق الإقامة داخل البلاد، في خطوة من شأنها إقصاء الأقطاب المعارضة في الخارج من خوض سباق الترشح لرئاسة سوريا التي تدخل عالمها الرابع من الحرب. وقالت وسائل الإعلام الحكومية أمس أن مجلس الشعب السوري اشترط على مرشحي الرئاسة الإقامة داخل البلاد في خطوة من شأنها أن تمنع الكثير من خصوم الرئيس بشار الأسد المقيمين في المنفى من الترشح للرئاسة بينما يدخل النزاع المسلح في المنطقة السنة الرابعة دون أي تقدم يذكر في مفاوضات السلام بشأن إنهاء الحرب وضع حد للقتال الذي خلف ألاف القتلى والمشردين ودمّر البنى التحتية للبلد، وعلى الرغم من أن بشار الأسد لم يعلن بعد عن خوض غمار الانتخابات الرئاسية لولاية ثالثة إلا أن شروط الانتخابات التي تراها المعارضة تعجيزية تعدّ أكبر تحدٍّ للتيارات المعارضة وللدول الغربية المطالبة برحيل الأسد لضمان التوصل إلى حلول للأزمة السورية التي طال أمدها. من جهته دعا رئيس الائتلاف السوري المعارض، أحمد الجربا، الحلفاء الدوليين للوفاء بوعود تزويد الجيش السوري الحر بالأسلحة الثقيلة، وقال الجربا لهيئة الإذاعة البريطانية”بي بي سي” أمس، أنه حصل على وعود من الدول ال11 الأساسية في مجموعة أصدقاء سوريا بتزويد الجيش السوري بالأسلحة قبل مفاوضات ”جنيف 2”، في حال حُمّل نظام الرئيس بشار الأسد مسؤولية فشل المفاوضات، مشيرا إلى أنه وعلى الرغم من أن هذه الدول، بما فيها الولاياتالمتحدة وبريطانيا والسعودية، حملت نظام الأسد مسؤولية فشل مفاوضات جنيف إلا أنها لم تفِ بوعودها، وقال ”إن الوقت حان كي تتراجع الدبلوماسية إلى المركز الثاني من أجل تغيير موازين القوى بساحات القتال في سوريا لصالح الجيش السوري الحر، وإجبار النظام على التفاوض لأنه لا يعرف سوى لغة القوة”، كما حمل الجربا الحكومة السورية مسؤولية تواجد المتطرفين داخل البلاد. فيما حذّر الإبراهيمي من تبديد جهود السلام وكان الوسيط الدولي والعربي للسلام الأخضر الإبراهيمي قال أمس الأول أن اختيار دمشق المضي في انتخابات تُجدّد ولاية الرئيس بشار الأسد يعتبر تبديد لجهود السلام والمحادثات التي تعرف تهلهلا بين النظام والمعارضة، وأضاف أن هذه الانتخابات ستغلق كل الأبواب في وجه الحوار بين الأطراف المتصارعة في سوريا، وأن المعارضة بكل أطيافها لن تبدي اهتماما بالتحدث إلى الحكومة، خاصة وأن جولتا محادثات السلام في جنيف بوساطة الإبراهيمي فشلت في تحقيق أي تقارب بين الحكومة والمعارضة للاتفاق على حكومة انتقالية حسبما دعا إعلان تبناه مؤتمر دولي انعقد في المدينة السويسرية في جوان 2012، كما قال دبلوماسي غربي حضر الجلسة المغلقة لمجلس الأمن أن المبعوث الدولي أبلغ الدول الخمس عشرة الأعضاء بالمجلس أنه يشك في أن تفضي فترة رئاسة أخرى للأسد مدتها سبع سنوات إلى إنهاء معاناة الشعب السوري.