لا زال الائتلاف السوري المعارض يترنح بين موقفين أحدهما أصعب من الآخر فمن جهة يريد الذهاب إلى جنيف لكنه يشترط موافقة مقاتلي المعارضة المسلحة لإضفاء الشرعية على المفاوضات المقبلة مع النظام، ومن جهة أخرى يعارض فكرة المشاركة في محادثات السلام بحضور النظام وبقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة، ما يجعل التحضير ل “جنيف 2” لا يراوح مكانه رغم تعدد اجتماعات المعارضة وتعاقب اللقاءات الدولية الهادفة إلى إرساء السلام ووقف الحرب في المنطقة. أكدت مصادر تشارك في محادثات في اسطنبول أن الائتلاف الوطني السوري يعتزم الموافقة على محادثات السلام الدولية بجنيف، لكنه يشترط موافقة المعارضة الداخلية وعفي مقدمتها فصائل الجيش الحر، سعيا منه لكسب المزيد من الشرعية لمحادثات السلام، وعلى الرغم من أن الائتلاف السوري المعارض يؤكد التزامه بالحل السياسي للصراع في البلاد ، إلا أنه يتمسك بالإعلان الصادر في لندن الشهر الماضي المنبثق عن “مجموعة أصدقاء سوريا” الداعمة للمعارضة والقاضي بضرورة رحيل الأسد عن السلطة واستبعاده من المرحلة الانتقالية المنتظر تحقيقها في البلاد مستقبلا، كما يبحث الائتلاف عن مساندة كل فصائل القتالية وزعماء الأقليات وكذا النشطاء داخل سوريا خاصة في ظل الانقسام الداخل الذي تعيشه المعارضة، حيث تتمسك الجماعات الإسلامية الكبرى المعارضة برفضها لمحادثات “جنيف 2” إذا لم تتبنى خيار إبعاد الأسد عن الحكم. واشترط رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أحمد الجربا، من الغرب احترام وعوده بفتح ممرات إنسانية للمناطق المحاصرة في سوريا مقابل حضوره مؤتمر “جنيف 2”، وقال الجربا في مقابلة مع صحيفة “صنداي تليغراف” أمس، أنه سيحضر محادثات السلام إذا ضمن الغرب وصول الدعم إلى المعارضة والتزم بتجسيد وعوده الإنسانية على أرض الواقع، متهما الدول الأساسية الإحدى عشرة في مجموعة أصدقاء سوريا بعدم الوفاء بوعودها وهي التي وعدت بضمان فتح ممرات إنسانية إلى سوريا وإيصال المساعدات إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين والمحاصرة من قبل قوات النظام.