تحتضن قاعة سينماتيك العاصمة في ال22 من مارس الجاري العرض الأول للفيلم الوثائقي الخيالي ”عزيب زعموم حكاية أرض”، للمخرجة الجزائرية المغتربة فاطمة الزهراء زعموم، ويأتي الفيلم احتفالا بمناسبة الذكرى الخمسون لاستعادة السيدة الوطنية على التلفزة الوطنية. ويتناول الفيلم الذي كتبت السيناريو الخاص به المخرجة فاطمة الزهراء زعموم أجدادها الذين حاربوا الإدارة الاستعمارية ومنهم والد جدها عمار بن زعموم الذي كان يبلغ من العمر 35 سنة، والذي ضحى بأمواله وحياته للوقوف ضد القوى الاستعمارية، وسياستها في مصادرة أراضي الجزائريين وذلك بين 1871 و1875. وهو ابن الحاج محمد زعموم زعيم منطقة ”فليسة أم الليل” في منطقة القبائل التي كانت ضحية السياسة الاستعمارية في مصادرة الأراضي الفلاحية وممتلكات الجزائريين وكذا بيتوتهم وتشريدهم في المناطق الجبلية، لكن عمار بن زعموم المقاوم الشجاع وقف ضد الظلم وقاوم، وتمرد على الاستعمار الفرنسي في مقاومة شعبية بطولية. العمل ينسج خيوط القصة بين حكاية عمار بن زعموم وادارة الاستعمار من خلال قصة منطقة عزيب زعموم في القبائل الكبرى. والعمل في كثير من أجزائه عبارة عن تقصي وبحث قامت به المخرجة من خلال البحث في الأرشيف، وإجراء المقابلات مع رجال ونساء المنطقة. وكانت المخرجة قد انطلقت في تصوير العمل في شهر اكتوبر 2013، وشملت مناطق التصويربعض من ولايات الوسط على غرار العاصمة، بومرداس، وتيزي وزو، واعتمدت الفنانة في اختيار طاقم عملها في المزج بين فنانين هواة ومحترفين لتجسيد مشاهد الفيلم. يذكر أن المخرجة فاطمة الزهراء زعموم من مواليد 1967، بالجزائر تلقت دراستها بمعهد الفنون الجميلة بالعاصمة، وبمعهد تاريخ الفن والسينما السوربون (باريس)، وأخرجت 5 أفلام قصيرة، أبرزها ”خيط الحكاية” الذي فاز بالميدالية الفضية بمهرجان ”قرطاج” سنة 2005، وحاز كذلك على جائزتين تكريميتين بواغادوغو، وكانت أول تجربة لها في الإخراج مع الفيلم الروائي القصير ”الزهر” سنة 2009، ثم الفيلم الطويل ”قداش تحبني” سنة 2010.