سيرى الكتاب الموسوم ب”أخر منامات الوهراني”، للكاتب والمسرحي الفلسطيني غنّام غنّام، النور قريبا، بعد أن تكفلت بنشره إحدى دور النشر المصرية، وهو نص قدّم مسرحيا في السابق من 2003 إلى 2006 على مسرح دمشق، وثلة من البلدان العربية. الكتاب الذي اختار له غنّام صابر غنّام عنوان ”أخر منامات الوهراني”، له صلة وثيقة بحضارة الجزائر وثقافتها وفكرها الرائد بكل زعمائه المنتشر في العالم العربي، حيث يكون العمل الثاني الذي سيرى النور إلى جانب كتاب أخر بعنوان ”تجليات ضياء الروح”، الذي قدّم عرضه المسرحي سنة 2000، ويقول الكاتب غنّام عن هذا العمل ”الوهراني مناماً و نصاً وعرضاً من أحب الأعمال لقلبي، وأشكر هند لتذكر العرض في دمشق، كان خارج كل ما قدمت، فبيت العظمة الدمشقي فرض مناخاً خاصاً والحضور كان استثنائياً”، وأضاف ”كما أشكر كل الدموع التي فاضت أثناء العرض من عيون الجمهور في المغرب والسودان والأردن ولبنان وسوريا، تلك الدموع التي كانت مشحونة بالوجد والمج، ونشيد نجم وإمام إذا الشمس غرقت”. وعن فكرة ومحتوى الكتاب يقول غنّام ل”الفجر”: ”العمل يتناول مسار الشيح محمد محرز الوهراني مبتدع المنامات الذي ركب بغلته من وهران و جاب الوطن العربي لينقد حال الأمة المائل في مناماته”. في السياق يتحدث نص العمل عن الزمن الحالي بروح الماضي، بالتقاء الشيخين الشيخ الوهراني، الذي عاش في زمن الأيوبيين مع الشيخ إمام محمد عيسى رائد الأغنية الوطنية الملتزمة بقضايا الأمة، ليبدأ كل واحد منهم بسرد حكايته للآخر بتداخل منسجم مع العديد من أغاني الشيخ مثل البحر بيضحك ليه وبقرة حاحا وإذا الشمس غرقت في بحر الظلام، والعديد من الأغاني التي تقدم بسياق درامي مرافق للحدث”. كما ينتمي النص إلى أسلوب الفرجة المسرحية، حيث للفرقة الباع الطويل في تقديم أعمال مسرحية تنتمي إلى هذا النهج بضرورة التنوع في مختلف العروض المسرحية، إلا أن أسلوب الفرجة هو الأقرب إلى ذهن المشاهد وإشراكه في الحدث وإمتاعه بأسلوب شيق قريب إلى القلب، وبنفس الوقت ترضي الذائقة المثقفة، فهذا الأسلوب يجمع بين إمتاع المشاهد العادي وإقناع المثقف بوجهة النظر المسرحية هذه، باحترام عقليته بكل المستويات الذهنية وعنصر الإمتاع الذهني يأتي في موضوع النص وغزارته في توصيل المضمون بشكل ممتع.