دعا المسرحي الفلسطيني غنام غنام الفرق المسرحية الجزائرية، إلى تبني نصه ”آخر منامات الوهراني” بمناسبة صدوره في كتاب ضمن سلسلة نصوص عربية تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة في مصر وفيه نصان ”آخر منامات الوهراني” و ”تجليات ضياء الروح”. لا يمانع الكاتب والمخرج المسرحي غنام غنام إن أرادت فرقة من الجزائر أن تعمل على نصه ”آخر منامات الوهراني”، الذي يحيي التراث المغاربي عبر كتابات الشيخ ركن الدين محمد بن محمد بن محرز الوهراني الجزائري، حيث تم جمع أعماله في مؤلف عنوانه ”منامات الوهراني ومقاماته ورسائله”، واشتغل غنام على مقاماته الساخرة ومزجها بخياله. ويعد غنام غنام من أصحاب المدرسة الفرجوية أو ما يسمى كذلك بمسرح الحلقة والأشكال الشعبية الأخرى، والعرض مبني على أساسها، وتقديمه بشكل تقليدي وعلى خشبة تقليدية يفسده ويقلل من جماليته، لذلك قدمته في مسرح دائري وحلقات مكشوفة. وقال غنام في حديث ل”المساء” أن المسرحية تدور أطوارها حول لقاء مفترض بين الشيخ إمام محمد عيسى صاحب الأغاني الملتزمة الأكثر أهمية في العالم العربي مع الشيخ الوهراني الذي عاش في زمن الأيوبيين، فكلتا الشخصيتين تعتبران رموزا في نقل الواقع الاجتماعي والسياسي بشكل ساخر، وجمعهما معا سيضفي جرعة إضافية من الفرجة والمتعة وكذا التنفيس عن الجماهير العربية التي اختنقت أوضاع بلادها. وكان قد سبق لغنام أن أخرج المسرحية لفرقة المسرح الحر قبل أكثر من عشرة أعوام، وعرضت في أكثر من مهرجان دولي. وقال المتحدث أن الوهراني يزاوج بين شخصيتي محمد بن محرز الوهراني، الذي اتبع المنامات في الأدب العربي وليس المقامات وعاش في الزمن الأيوبي وكتب نقدا لاذعا ووقحا في بعض الأحيان، وقد سخّر قلمه للتشهير بكبار علماء زمانه من فقهاء، أدباء، أطباء وقضاة، كما فضح المتصوفة والشيعة، وكشف ما يجري في الأوساط الدينية من التكسب بالدين واختلاس الأموال والتلاعب بموارد الأوقاف، وكان يسجل كل شيء على أنه منام فلا يعاقب عليه لأنه كذلك. وتابع يقول ”افترضت لقاء صدفويا له مع شيخ الأغنية السياسية في عصرنا الشيخ إمام ولكم أن تتخيلوا مستوى النقد السياسي والاجتماعي كيف صار..إنه نص اعتز به كثيرا وقد قمت بعرضه ولثلاث سنوات من 2003 حتى 2006 في سوريا، الأردن، المغرب والسودان.