عادت أمس، الأجواء المكهربة إلى عدة أحياء بولاية غرداية، مخلّفة عشرات الجرحى، وتعرض نحو 20 محلا وسكنا إلى الحرق، بينما استمرت طائرة مروحية في التحليق لساعات فوق محيط المناطق الساخنة لرصد الأوضاع عن كثب، في وقت انتقد أعيان غرداية ”قصور” المخطط الأمني الأخير. وأفادت مصادر محلية ل”الفجر” إصابة نحو 70 شخصا بجروح، بعضها خطير استدعى نقلهم الى العاصمة لتلقي العلاج، بينما تعرض 20 محلا ومنزلا إلى التخريب، بعد تجدد أعمال الشغب والمناوشات في أحياء القرطي، سيدي عباز، وعين لوغو أحد أكثر المناطق الساخنة، ونقل باحماني صالح، أحد أعيان ”مليكة”، أن الدراسة توقفت في بلدية بونورة، قرب غرداية، في وقت ساد هدوء حذر، بعد لجوء بعض الشباب إلى قطع طرقات بين عدة أحياء. من جانبه، أشار بابا وموسى باحمد، عضو لجنة التنسيق والمتابعة بولاية غرداية، في اتصال مع ”الفجر”، إلى حرق سيارة في حي قريب من مقر الشرطة، أين استمرت المناوشات إلى غاية الواحدة ليلا، ما دفع بتلاميذ المدارس إلى مقاطعة الدراسة في عدة مؤسسات تربوية، مقدرا نسبة مقاطعي الدراسة بنحو 75 في المائة، مقابل 35 في المائة نهار الأحد الماضي، وأرجع عودة الأزمة إلى الفراغ الأمني، وقال أن ”السبب الأول لتجدد أعمال العنف هو التوزيع غير العادل لقوات الدرك والشرطة بعد المخطط الأخير، حيث يقدر أعداد رجال الأمن بالمئات في بعض الأحياء عكس المناطق التي تشهد غياب جزئي لهم، كما هو الحال بالنسبة لحي عين لوغو”. ونقل عضو لجنة التنسيق والمتابعة تحرك مواطني غرداية لدفع مسؤولي الولاية على رأسهم الوالي بتدارك مسألة سوء التوزيع، وهو ما لم يحدث، مشيرا إلى أن السبب الثاني هو ”أطراف داخلية تريد زرع الفتنة لحسابات سياسوية، وأخرى متعلقة بالانتخابات”، محذرا من ربط الأزمة بخلفيات عقائدية.