نفى رئيس الفيدرالية الوطنية للتبرع بالدم، قدور غربي، قطعيا بيع أكياس الدم للمتبرعين، مؤكدا أن هذا الإجراء يعتبرا خرقا كبيرا للقانون، خاصة أن هذا الفعل ممنوع على المستوى العالمي وليس في الجزائر فقط. وكان وزير الصحة، عبد المالك بوضياف، قد شدد بلهجة غليظة على تجار الدم وتوعدهم من خلال لقاء جمعه مؤخرا مع إطارات في الصحة وحذر من التجاوزات في هذا المجال، بحكم أن الدم مجاني وما يقدمه المتبرعون - يضيف محدثنا- هو لإنقاذ الأرواح وكسب ثواب عند الله عز وجل. تأسف رئيس الفدرالية الوطنية للتبرع بالدم، قدور غربي، في لقاء مع ”الفجر”، على الأساليب الممنوعة التي ينتهجها ”تجار الدم” من خلال فرض منطق غريب لبعض مصاصي الدماء واللعب بأرواح المرضى، لأنه يعتبر الضحية الأولى، خاصة أن كمية الدم المتوفرة في المستشفيات غير كافية لتلبية الطلبات المتزايدة على هذه المادة الحيوية، فكيف يقوم هؤلاء ببيع مادة حيوية تعتبر أساسية للانسان.. معتبرا أن هذا النوع من الاشاعات قد يساهم في إجحام المحسنين عن عمليات التبرع، لاسيما مع زيادة عدد المحتاجين لعملية نقل الدم في الجزائر. وأضاف في سياق حديثه أن عدد المتبرعين بالدم في الجزائر وصل إلى ما يزيد عن 460 ألف تبرع، مشيرا إلى أن ثقافة التبرع بالدم في الجزائر لاتزال في مرحلة الإنعاش، وأن عدد الأكياس التي يتم جمعها لا تغطي الحاجة المطلوبة على المستوى الوطني. من جهة أخرى، ذكر نفس المتحدث أن أن كمية الدم المتواجدة حاليا بالمستشفيات غير كافية، الأمر الذي يبقى حياة المريض معلقة، وعليه يقوم الطبيب الجراح باستدعاء أفراد عائلات المرضى لتفادي وقوع الكارثة. في الأخير، وجه رئيس الفدرالية الوطنية للتبرع بالدم نداءه لكل المحسنين قصد الالتحاق بأقرب مركز للتبرع بدمهم والمساهمة في إنقاذ المرضى من خطر الموت، وتمكينهم من مغادرة المستشفيات، فالتبرع بالدم صدقة جارية، وبدل أن نقدم للمريض كيس تفاح - يقول المتحدث - نحن بحاجة إلى تعويضه بكيس من الدم ينقذ حياته، لاسيما أن المستشفيات العمومية تسجل عجزا كبيرا في عدد الأكياس التي تم جمعها، والتي لا تلبي حاجة كل المرضى المتواجدين داخل المستشفيات، مؤكدا أنه بصدد التنسيق مع وزارة الصحة لتسخير عدد أكبر من السيارات المجهزة لتجوب الشوارع والساحات العمومية لجمع التبرعات.