سجل إنتاج الفرولة هذا العام انخفاضا كبيرا اعتبر الأسوأ منذ عشر سنوات، حيث بلغت الكمية الإجمالية التي تم جنيها عبر مناطق الإنتاج بالولاية قرابة مائتين وأربعة وأربعين قنطار، ما يمثل معدل ثلاثة وثمانين قنطارا في الهكتار، فيما زادت المساحة المستغلة بأحد عشر هكتارا منها سبعة هكتارات في تمالوس وأربعة هكتارات في بلدية سكيكدة.. تعود الأسباب الرئيسية لانخفاض محصول هذه الفاكهة الفصلية المحببة لدى عامة سكان ولاية سكيكدة، والتي أقيم بشأنها أول أمس معرض اقتصادي دشنه رئيس ديوان الوالي في غياب ”المير” والمسؤولين المحليين، إلى الجفاف الذي ضرب الولاية هذا العام وأثر علي إنتاج عدة أصناف من الخضر والفواكه الفصلية، وظهور في المقابل أمراض فصلية جرفت مساحات مهمة من الفرولة وقلصت مردودها وفي نوعيتها كذلك. وقال ممثلو منتجو سكيكدة وتمالوس، البلديتان ذات المراكز الكبرى للإنتاج، إن الارشاد الفلاحي أصبح منعدما وضعيفا للغاية ولا يساير تطور هذه الزراعة، إذ يباشر الفلاحون أشغال الحرث والبذر لحد الآن بطرق بدائية وتقليدية لم تعد مناسبة للتطور العصري، بينما يشتري المنتجون بذورا ذات نوعية ممتازة لا يعرفون كيف يستعملونها. وزيادة على ذلك فإن أسعارها غالية جدا ولا تتناسب مع إمكانياتهم المادية. وقد تعرضت الفرولة هذه السنة لأمراض خطيرة زادت من حجم المعاناة التي يكابدها المزارعون، ولم يقدم لهم الدعم المادي والتقني، وبقوا يتخبطون في مشاكل لا حصر لها، علاوة عن تجاهل مصالح الفلاحة والغرفة الفلاحية لهم في ما يخص الدعم الفلاحي وتثبيتهم كسائر المزارعين في الأراضي التي يستغلونها مند سنوات طويلة دون عقود للملكية أو عقود الاستغلال. ويشير المنتجون من جانب ثان أن هذه الزراعة تمارس في الوقت الحالي علي مستوى الشريط الساحلي الواقع بين سكيكدة وتمالوس والزويت وكركرة، إلى غاية الحدود مع ولاية جيجل، في مساحات جبلية ذات تضاريس وعرة ومعقدة تفتقر للمسالك الريفية وللطرق المعبدة والإنارة الريفية، وتتطلب الاقامة الدائمة وتخصيص برامج للسكن الريفي للمزارعين ليتمكنوا من متابعة الدورات الإنتاجية في ظروف ملائمة. ويعد الطريق الرابط بين سكيكدة وواد بيبي والزويت وتمالوس، والذي انهار كليا ولم يعد قابلا للاستغلال، أحد أبرز العقبات التي تعترض الفلاحين، إذ يربط أهم مراكز زراعة الفرولة. وقد طالب المنتجون بإلحاح السلطات الولائية عدة مرات بتهيئة هذا المسلك ولو ترقيعه ليصبح قابلا للسير فيه، وهو المطلب الذي دعمه المجلس الشعبي الولائي في دورته الأخيرة. للإشارة، ولاية سكيكدة تنتج ”الروسيكادا” التي تشكل نسبة ثمانين في المائة من أنواع هذه الفاكهة، وتليها التويقا والدوغلاس، وأصبحت تتعرض في الأعوام العشرة الأخيرة لمنافسة شديدة من ولاية جيجل التي حققت - حسب المزارعين السكيكديين - قفزة نوعية من شأنها أن تحتل المكانة الرئيسية التي ظلت تحتكرها ولاية سكيكدة مند سنوات.