المتهمة الموقوفة موظفة سابقة في دائرة تمالوس تشغل حاليا منصبا في الوكالة العقارية المحلية ما تزال حادثة اختطاف الرضيع ليث محفوظ كاوة يوم 27 ماي الماضي من مصلحة التوليد بالمستشفى الجامعي بقسنطينة تثير ردود أفعال واسعة، رغم أنها لم تبح بعد بكل أسرارها، وتبقى التحقيقات مستمرة مع عدة أطراف في مقدمتهم موظفون في المستشفى وحتى مع أفراد عائلة المتهمة الموقوفة وزوجها المتهم الرئيسي. شهد، أمس، مستشفى ابن باديس الجامعي حالة غليان وترقب خاصة مع استدعاء والد ووالدة ليث لإجراء الفحوصات وتحاليل الحمض النووي. ورغم انتظارنا لساعات إلا أننا لم نتمكن من الحديث إلى المعنيين، قبل أن يؤكد مسؤول بالمستشفى وبتفويض من المدير أن نتائج تحاليل الحمض النووي أثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الطفل الذي عثر عليه في تمالوس هو فعلا ليث محفوظ كاوة. وعاشت عائلة الطفل المختطف، أول أمس، ونهار أمس عرسا بأتم معنى الكلمة، فرحا منهم بعودة ابنهم ليث كاوة والذي عاشت قسنطينة منذ ال27 من ماي الفارط على وقع فاجعة خطفه التي ألمت بعائلته وأقاربه وجيرانه الذين تضامنوا معهم، حيث شهدت مدينة قسنطينة مسيرتان أثارت نوعا من ردود الأفعال في وسط الشارع القسنطيني. السلطات الأمنية قامت بتكثيف العمل أكثر من أجل فك لغز اختطاف ليث وهو الأمر الذي حصل، حيث وبعد ورود معلومات إلى نيابة الجمهورية لدى محكمة قسنطينة تفيد بتواجد الطفل الرضيع في بيت المتهمة المدعوة ”ب. زينة” البالغة من العمر 38 سنة، وبعد التأكد من صحة المعلومات قامت مصالح الشرطة القضائية بولاية قسنطينة بتمديد الاختصاص والتنقل إلى بيت المتهمة وتفتيشه، حيث تم العثور على الرضيع وتم إرجاعه إلى قسنطينة، ليوضع تحت العناية بمصلحة الأطفال بالمستشفى الجامعي تحت حراسة مشددة، حيث منعت الصحافة وحتى بعض أقاربه من الدخول إليه. وإثر تنقلنا إلى منزل عائلة كاوة بأعالي حي بن الشرقي الشعبي، لاحظنا توافد العديد من أقارب وجيران العائلة، حيث عاشت العائلة عرسا تم فيه إطلاق البارود والزغاريد وفي حوارنا مع عم الرضيع يوسف كاوة، أفاد بأن والدي ليث تم استدعاؤهما أول أمس في حدود الساعة السادسة مساء وبمقر الأمن الولائي تعرفا على ولدهما ليث في جو عمته الفرحة. وقد تزامن تواجدنا ببيت عائلة ليث مع غياب الأم والأب، حيث تم استدعاؤهما ولكن هذه المرة إلى مستشفى قسنطينة الجامعي لإجراء تحاليل الحمض النووي (آ دي أن)، في حين كان حضور الجيران والأقارب كبيرا، وقد أجمعوا على أن الله أعاد ليث إلى أهله واستجاب لدعوات والديه وكل الجزائريين الذين تضامنوا مع العائلة بشكل رائع. المتهم الرئيسي قسنطيني مغترب طرد من فرنسا وأعاد الزواج بالمتهمة مواطنو تمالوس وجدناهم أثناء تنقلنا صباح أمس إليها لا يتكلمون إلا عن هذه الحادثة المفزعة، رغم تزامن الحدث مع منافسات كأس العالم ومع الحركة الواسعة للأسواق التي تقام في وسط المدينة كل يوم سبت. زرنا في البداية المسكن العائلي للمرأة المتهمة باختطاف ليث والبالغة من العمر 38 سنة وليس 48 كما أشيع ونشر أمس، وهي موظفة سابقة في دائرة تمالوس قبل تحويلها إلى فرع الوكالة العقارية المحلية هناك. وقد بدا المسكن العائلي للأب المتوفى فارغا لا يسكنه أحد وكأنه مهجور يقع في المخرج الجنوبي لمدينة تمالوس، ثم انتقلنا بعد ذلك إلى المسكن الذي تقيم فيه المعنية بالأمر، غير أنه أوصد في وجه أي غريب إذ امتنع أفراد عائلتها منذ اكتشاف الواقعة من الحديث مع أي كان بمن فيهم الجيران والمقربين، لأن القضية أضحت بين أيدي أجهزة العدالة والأمن، وأمام ذلك لم يتبق لنا سوى الاتصال بجيران الزوجين المتورطين في هذه الحادثة التي تحولت إلى حديث العم والخاص والذين وجدناهم متجمعين زمرا وفرادى في حي بلاسكة الشعبي الواقع في قلب مدينة تمالوس. المتهمة زينة ترشحت في قائمة حزب العمال في المحليات الأخيرة الجيران وتجار الخضر وسائقو حافلات النقل الجماعي الذين تحدثنا معهم وأجمعوا على أن عملية الاختطاف تمت في مستشفى قسنطينة وقام بها الزوج الذي يعمل سائقا لمقطورة من مواليد مدينة قسنطينة وكان متزوجا من قبل في فرنسا ووقع خلافا مع زوجته الأولى، ثم طرد من فرنسا ليتزوج بالمتهمة الحالية في قضية الحال التي ترشحت في قائمة حزب العمال للانتخابات المحلية الأخيرة ولم تظفر بالمنصب. وقال محمد أحد جيرانها أن الرضيع كان يقيم مع الزوجين في المسكن المتواجد بوسط المدينة ولم ينقل أبدا إلى مسكن عائلة والد المتهمة بالمراية كما نشر أمس في بعض الجرائد، وجاءت شهادة كل من تحدثنا إليهم، لا سيما تجار الخضر والفواكه والألبسة بتمالوس وكل من كانت لهم اتصالات مع المتهمة متطابقة، إذ أجمعوا على أن المتهمة ذات سلوك حسنة وأخلاق حميدة ولم تقم بأي عمل إجرامي أو منافي للأخلاق منذ أن كانت موظفة بالدائرة ثم بالوكالة العقارية المحلية، وأنها أجرت عملية جراحية على القلب وأصبحت بعد ذلك عاقر، ولم تلد من قبل سوى طفلة واحدة ثم توقفت عن الإنجاب. وشدد الذين التقينا بهم على أن المتهمة لا يمكن أن تقوم بعملية الاختطاف، وأن زوجها هو من جلب لها الرضيع، ويكون حسب إفاداتهم قد أوهمها بأنه تحصل على الرضيع بطريقة قانونية وعادية ولم يكشف لها حقيقة الأمر، وأنها لم تزر المستشفى بقسنطينة منذ أن أجرت عملية على قلبها به عندما كانت في ال16 من عمرها. المواطنون في تمالوس مازالوا يتناقشون في كل مكان، لاسيما في المقاهي والساحات العمومية، حول هذا الحدث الغريب الذي يقولون إنهم كانوا يرونه في الأفلام وفي دول الغرب لينتقل إليهم في المدن الكبرى ثم في القرى. قسنطينة: هشام. ب / خديجة. ب