توقيف الأم المزعومة وثلاثة من عمال المستشفى فيما لاذ المتهم الرئيسي بالفرار تشير المعلومات الأولية في التحقيقات التي تواصلها مصالح الشرطة القضائية حول الأشخاص المتورطين في اختطاف الرضيع «ليث» الذي تم استعادته عشية أول أمس من بلدية تمالوس بولاية سكيكدة أين عثروا عليه في بيت امرأة تعمل بالمحافظة العقارية التابعة لبلدية تمالوس،للإشارة فإن العملية قد تمت بتدبير مسبق خططت له مجموعة من أجل هذا الغرض أي اختطاف الرضيع وتحويله في ظروف غامضة من طرف المتهم الرئيسي وهو كهل يبلغ 59 سنة من عمره زوج المرأة التي وجد بحوزتها الطفل.و تمكن مصالح الدرك و الأمن من التوصل إلى مكان الرضيع «ليث« المختطف منذ أزيد من أسبوعين من داخل مصلحة التوليد بالمستشفى الجامعي بقسنطينة، حيث تم العثور عليه حيا بمنطقة «المراية» بتمالوس بولاية سكيكدة، داخل منزل يعود لسيدة تم توقيفها، بينما لا يزال شريكها المفترض في حالة فرار، كما أوقفت مصالح الأمن بقسنطينة يوم أول أمس عون و قابلة اشتبه في تورطهما في القضية.و تفيد المعلومات الأولية التي تمكنا من الحصول عليها من مصادرنا، بأن مصالح الأمن و الدرك قد قامت بمداهمة مسكن في المنطقة المسماة المراية التابعة لدائرة تمالوس بولاية سكيكدة، و ذلك بعدما بلغتها معلومات بأن مواطنين سمعوا بكاء يصدر من منزل تقطنه سيدة تبلغ من العمر 48 سنة موظفة بالوكالة العقارية بمدينة تمالوس و معروفة بأنها لم تنجب منذ عدة سنوات و لها ابنة وحيدة، و هو ما خلق شكوكا لديهم جعلتهم يبلغون مصالح الأمن، التي وجدت خلال عملية المداهمة حوالي الساعة الثالثة زوالا من يوم أول أمس الرضيع «ليث«، ليتم توقيف السيدة بينما لا يزال شريكها في حالة فرار، حيث اختلفت الروايات حول هويته إذ أفاد مصدر بأنه زوجها الذي ينحدر من قسنطينة و هو ما لم يتسن لنا التأكد منه من جهة رسمية، في حين ذكرت مصادر محلية من تمالوس بأن السيدة حاولت الهروب بعد اكتشاف أمرها قبل أن يتم القبض عليها، و أفادت جهات أخرى بأن المعنية أجرت عملية استئصال للرحم في ذات المصلحة التي كان الرضيع بها و تكون قد شاهدته و قررت اختطافه بتواطؤ مع بعض الموظفين و ذلك مقابل مبالغ مالية.معلومات أخرى تؤكد أن الشكوك التي دارت حول المرأة زوجة أو شريكة المتهم الرئيسي أكدت الشكوك المسبقة لجيران المتهمة حيث كشفها القائمون على العيادة المتعددة الخدمات بمدينة تمالوس عندما تقدمت سيدة تدعى «ب.ز» تقطن بمنطقة مراية بذات البلدية رفقة ابنها المزعوم (ليث) من أجل تطعيمه، لكنها أظهرت تصرفات مريبة لمّا طُلب منها الدفتر الصحي الخاص بالرضيع، ثم غادرت المصحة مدعية العودة مجددا بعد إحضار الدفتر الصحي لتعود، يوم الخميس الماضي مرّة أخرى رفقة الرضيع وبحوزتها دفتر صحي تبين عند معاينته من طرف القائمين على تطعيم الرضع أن الطفل خضع للتطعيم من طرف ممرضة من دون ختم قبل أيام، ومن دون إشعار المتهمة (ب.ز) تم إخطار مصالح الدرك بمدينة تمالوس بالقضية وما يحوم حولها من أمور تثير الشبهة، تم إخطار الجهات القضائية بالأمر، وأثناء التحقيق معها ادّعت أن الطفل أنجبته من زوجها (ن.س) البالغ من العمر 59 عاما، وهو مغترب عاد إلى أرض الوطن قبل 4 سنوات فقط ويعمل سائق شاحنة مقطورة، وأنها وضعته بعد خضوعها إلى عملية قيصرية، وأثناء الكشف عليها من طرف دركية لم يعثر على أية آثار للعملية الجراحية التي ادعت الخضوع إليها، لتنهار السيدة وتكشف عن أن الابن الذي بحوزتها جلبه لها زوجها المتواجد في حالة فرار بضواحي مدينة حاسي مسعود حسب معطيات أمنية متوفرة، وأوضحت بأنه قال لها إنه اشتراه من عند أم عازبة تنحدر من قسنطينة.وتعيش عائلة «كاوة» حالة من الفرح و الارتياح بعد رجوع الطفل «ليث« و التأكد من هويته عن طريق تحليل الحمض النووي ومطابقته مع الأصول وكذا بعد التأكد من سلامته الصحية، حيث شارك في اليومين الأخيرين أفراح العائلة العشرات من مواطني قسنطينة وحتى من خارج الولاية في صورة دراماتيكية تعبر عن مدى تلاحم الشعب حول قضية هزت الرأي العام وصارت هاجسا في الأعوام الأخيرة عنوانه «اختطاف الأطفال»، و عبر كل المتواجدين بمحيط بيت عائلة «ليث محفوظ كاوة» عن فرحتهم عن طريق الزغاريد و طلقات البارود و المفرقعات و هتافات الشباب كما لو أن الأمر يتعلق بإحدى انجازات المنتخب الوطني.