تجدد القصف الإسرائيلي الجوي والمدفعي، صباح أمس على عدة مناطق من قطاع غزة، مستهدفا منازل المواطنين والمساجد وكذا الأراضي الزراعية، لتصل حصيلة العدوان إلى 1900 شهيد، بعد فشل المفاوضات في القاهرة، وانهيار الهدنة الإنسانية التي استمرت 3 أيام. اللجنة الدولية للصليب الأحمر تُصدم من الكارثة الإنسانية بغزة أردوغان: "قادرون على استيعاب جميع الجرحى الفلسطينيين شنّت إسرائيل أكثر من 20 هجوما جويا على قطاع غزة في وقت مبكر من صباح أمس، وحسب مصادر فلسطينية فقد استهدف القصف منازل مدنيين بكل من أحياء الشيخ رضوان والتفاح والزيتون والشيخ عجلين بمدينة غزة، وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة أن 5 فلسطينيين قتلوا، اثنان منهم رجل مسن ونجله استهدفوا في غارة وسط القطاع، وفي رفح جنوب قطاع غزة قصفت طائرات الاحتلال منزلين تم تدميرهما بالكامل، كما قامت طواقم طبية بانتشال جثامين شهداء من أسفل ركام مسجد دمرته طائرات الاحتلال وسط قطاع غزة، وقال راصد ميداني نقلا عن ”قدس برس” أن طائرات حربية من نوع ”اف 16” دمرت في ساعة مبكرة من فجر أمس مسجدا آخر في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، وذلك بعد قصفه بعدد من صواريخها المدمرة مخلفة دمارا كبيرا في المنازل المحيطة بالمسجد الذي يقع في منطقة آهلة بالسكان، وفي مخيم البريج المجاور تضرر مسجد أبو مدين بشكل كبير جراء قصف أرض زراعية بجواره، وبتدمير هذه المساجد الثلاثة يرتفع عدد المساجد التي دمرت منذ بدء العدوان إلى 63 مسجدا بشكل كامل في حين لحق أضرار بأكثر من 151 مسجدا، بحسب وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية. وفي المقابل ذكرت مصادر الاحتلال تعرض إسرائيل إلى غارات بواسطة خمسة صواريخ أطلقت صباح أمس من قطاع غزة سقطت في مناطق بالنقب الغربي، كما أعلن جيش الاحتلال أن القبة الحديدية تمكنت من اعتراض عدد ضئيل من ال57 صاروخا التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية مساء أول أمس الجمعة، وحسب ذات المصادر فقد جرح أربعة إسرائيليين في هجمات صاروخية للمقاومة الفلسطينية، ومن جهتها أعلنت حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي ولجان المقاومة الشعبية المسؤولية عن إطلاق وابل من الصواريخ على البلدات الإسرائيلية. الخارجية المصرية: ”كنا على وشك الاتفاق على وقف دائم لإطلاق النار” أعربت وزارة الخارجية المصرية عبر بيان لها عن أسفها البالغ إزاء انهيار الهدنة في قطاع غزة، كما حذرت من تجدد الأعمال العسكرية بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية، الذي من شأنه أن يعرض سكان القطاع إلى مخاطر جمة، وحسب ذات البيان وعن المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي فقد أكد أنها كانت على وشك التوصل إلى اتفاق على ”تهدئة دائمة” في قطاع غزة، وذكر أن مصر قامت بجهود كبيرة ومتواصلة على مدى الأيام الماضية، لتقريب وجهات النظر، ولرعاية المفاوضات غير المباشرة، وصولا إلى تلبية احتياجات الشعب الفلسطيني، ولتوفير الحماية له من مخاطر استئناف الأعمال العسكرية. وفي البيان ذاته أضافت وزارة الخارجية المصرية أنها تمكنت من التوصل إلى اتفاق حول الغالبية العظمى من الموضوعات التي تهم الشعب الفلسطيني، وظلت نقاط محدودة للغاية دون حسم، الأمر الذي كان يفرض قبول تجديد وقف إطلاق النار، كي يتسنى مواصلة المفاوضات للتوصل إلى توافق حولها، كما طلبت الوزارة من كافة الأطراف الارتقاء إلى مستوى مسؤوليتهم، والالتزام بقواعد القانون الدولي الإنساني، ومراعاة مصالح الشعب الفلسطيني، ومن ثم العودة الفورية إلى الالتزام بوقف إطلاق النار، واستغلال الفرصة المتاحة لاستئناف المفاوضات، وجددت ذات الجهة الحكومية مطالبتها بضرورة ضبط النفس، والامتناع عن التصعيد العسكري، وبعدم استهداف المدنيين، كما أكدت حرصها البالغ على توفير الحماية للشعب الفلسطيني الأعزل، ووقف إراقة دماء الأبرياء. ومن جانبها، قالت الحكومة الإسرائيلية أنها أبلغت الجانب المصري باستعدادها لتمديد وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام أخرى، إلا أن هذا العرض لم يعد مطروحا على الطاولة، بينما شدد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل ستسعى إلى تجنب المساس بسكان غزة، الأمر الذي يتنافى مع الواقع الحي، يحث يتعرض القطاع إلى الهجمات تلو الأخرى تودي بحياة الأبرياء العزل. اللجنة الدولية للصليب الأحمر تُصدم من حجم الدمار بغزة أعرب رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر ”بيتر ماورير” عن صدمته من حجم الخسائر البشرية في صفوف المدنيين بقطاع غزة، معلنا أن الأمر غير مقبول ويتطلب وقف القتل والتدمير، مع تقديم حماية أرواح المدنيين على أي اعتبارات أخرى، وقال في السياق ذاته: ”لقد أذهلتنا التكلفة البشرية لهذا النزاع، وإننا لنشاطر الناس الأشد ضعفا الأطفال والشيوخ والمرضى والجرحى آلامهم وأحزانهم ونقف إلى جانبهم ونواسيهم، فهم الذين تكبدوا الجزء الأكبر من الثمن الباهظ لهذا النزاع”. وكان رئيس اللجنة ”بيتر ماورير” قد أعد تقريره بعد زيارة قادته لقطاع غزة وإسرائيل والضفة الغربية في الفترة الممتدة من 4 إلى 7 أوت الحالي، لمعاينة عواقب الموجة الماضية من العمليات القتالية على المدنيين هناك والوقوف على حجم الدمار الذي تسببت فيه، وأشار ماورير في تقريره إلى الالتزامات التي تفرضها قوانين الحرب على الأطراف المتصارعة، حيث أكد أنه عاين تناقضات خطيرة بين تلك الواجبات وما جرى على أرض الواقع، ما دفع للإصرار على التواصل مع الأطراف المعنية من أجل الحيلولة دون وقوع هذا الأمر مجدداً. وأضاف رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن القانون الدولي الإنساني يرمي إلى إيجاد توازن بين الضرورات العسكرية والاعتبارات الإنسانية، مؤكدا أن معاينته للدمار الذي خلّفته العمليات القتالية ومقابلته لضحايا هذه العمليات، أوضحت أن هذا التوازن لم يُحترم، ما يحتم ضرورة التزام أطراف النزاع بالقانون التزاماً مطلقاً، وضرورة قيام المجتمع الدولي باتخاذ كل التدابير الممكنة لضمان ذلك، وحمّل المتحدث ذاته أطراف النزاع والمجتمع الدولي مسؤولية جماعية عن تهيئة الظروف المواتية لاستدامة الجهود والمساعي الإنسانية في الأماكن الأكثر احتياجاً إليها، قائلا أنه لا يمكن السماح بتكرار ما حدث في الماضي، وأضاف أن اللجنة الدولية التابع لها تسعى إلى مساعدة الناس الذين أهلك النزاع عدداً كبيراً منهم على استئناف حياتهم الطبيعية، غير أن هذا الأمر يتطلب تغييرات ملموسة تتمثّل في التحسينات التي يحق لسكان قطاع غزة التمتع بها بموجب القانون الدولي الإنساني وتعزيز احترام العمل الإنساني والقائمين عليه في جميع الأحوال، وأشار ”بيتر ماورير” إلى أن ضحايا العمليات القتالية التي دامت 28 يوما، قد أسفرت عن سقوط ما يزيد على 1900 شهيد وزهاء 10000 جريح، فيما نزح 40 ألف نسمة من سكان قطاع غزة على الأقل من مناطقهم، وبات ما يزيد على 9000 يبيتون في أماكن غير صالحة للسكن. أردوغان: ”قادرون على استيعاب جميع الجرحى ولا تهمنا أعدادهم” أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، استعداد بلاده التام لاستقبال والتكفّل بعلاج الجرحى والمصابين الفلسطينيين جرّاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وأوضح أن بلاده بذلت جهوداً عظيمة من أجل تمديد فترة وقف إطلاق النار بين الجانبين. ونقلت وكالة الأنباء التركية الرسمية على موقعها الإلكتروني أمس تصريحا لأردوغان مفاده: ”مستعدون لعلاج كافة الجرحى الفلسطينيين، سواء أكان علاجهم نفسيا أم جراحيا”، مؤكدا بالقول ”نحن قادرون على استيعابهم جميعاً، فالأعداد لا تهمنا، وإذا توصلنا إلى نتيجة بخصوص الجهود التي نبذلها حالياً لنقلهم إلى تركيا، سنبدأ على الفور بعملية نقلهم إلى مستشفياتنا في أنقرة واسطنبول”، وفق للمصدر ذاته فقد أضاف أن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة قد تسببت باستشهاد حوالي 200 طفل وما يقارب مائة امرأة، وذلك من إجمالي نحو ألفي شخص فقدوا حياتهم في تلك الهجمات، فضلا عن نحو عشرة آلاف جريح، مشيراً إلى أنه بحث مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إمكانية نقل المصابين إلى تركيا عبر مصر أو الجانب الإسرائيلي، لضمان علاج مناسب لهؤلاء الجرحى. وعن دور تركيا في مفاوضات وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي، أوضح رئيس الوزراء التركي أن بلاده بذلت جهوداً وصفها ب”المضنية” من أجل تمديد فترة وقف إطلاق النار بين الجانبين، مضيفاً ”هدفنا الأساسي الآن يتمحور في إيصال المساعدات العاجلة إلى الفلسطينيين في غزة، ونحن بانتظار صدور قرار من الأممالمتحدة من أجل إيصال تلك المساعدات. الولاياتالمتحدةالأمريكية تحمّل حماس مسؤولية وقف الهدنة أعربت الولاياتالمتحدة الأميركية مساء أول أمس عن أملها في التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار بين الكيان الصهيوني والحكومة الفلسطينية، وذلك بعد تجدد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بينما اتهمت فصائل المقاومة إسرائيل بالتعنت تجاه المطالب الفلسطينية الرئيسية في المفاوضات غير المباشرة الدائرة في القاهرة، وخلال حديثه مع ملك الأردن عبد الله الثاني، شدد أوباما على ضرورة إرساء وقف دائم لإطلاق النار، وتقديم المزيد من الدعم للمدنيين الذين يعانون في غزة من العدوان الصهيوني. ومن جانبها عبرت ماري هارف مساعدة المتحدثة باسم الخارجية الأميركية عن أملها بأن يتفق الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على تجديد وقف إطلاق النار في الساعات المقبلة، وأوضحت أن موفد الولاياتالمتحدة إلى الشرق الأوسط لا يزال موجودا في القاهرة، وحملت هارف ماري بدورها حركة حماس المسؤولية الكاملة عن إنهاء وقف إطلاق النار، وقالت أن إسرائيل كانت مستعدة لتمديد وقف إطلاق النار، غير أن حماس رفضت ولا تزال ترفع سقف مطالبها”.