تشارك الجزائر، الإثنين القادم، في لقاء القاهرة المخصص لدول الجوار ليبيا، من أجل التباحث والاستماع للحلول الممكنة للأزمة الليبية، وإعادة وضع مؤسسات بواسطة الحوار، بعيدا عن أي تدخل أجنبي بالمنطقة. وجاء تأكيد الخبر بعد التصريح الذي أدلى به ناصر قودة، مبعوث جامعة الدول العربية لليبيا، بالقاهرة، الذي عقد لقاء مع وزير الخارجية المصري، سامح شكري، لبحث التحضيرات الخاصة بهذا الاجتماع الذي ستستعرض فيه التطورات الراهنة بليبيا، حيث تناول الطرفان التطورات الأخيرة التي هزت مدينتي طرابلس وبنغازي. وأضاف ممثل الجامعة العربية أنه استمع إلى وجهة نظر مصر حول الملف الليبي، حيث ستشارك كل من الجزائر، مصر، السودان، تشاد والنيجر، يكون متبوعا باجتماع آخر لمجلس وزراء الخارجية العرب الدوري في 7 سبتمبر المقبل، مشيرا إلى أن هناك أيضا مبادرة من إسبانيا لعقد اجتماع في شهر سبتمبر المقبل، لبحث الموقف الليبي، وأبرز أن هذه الاجتماعات تهدف إلى التوصل لتصور جدي لوضع حلول للأزمة في ليبيا، وقال إنه من غير الممكن على الإطلاق ترك الوضع الليبي في حالة التدهور المستمر القائمة حاليا، وهناك مخاطر تؤثر على دول الجوار. وفيما يتصل بطلب البرلمان الليبي التدخل الأجنبي لحل الأزمة في ليبيا، أوضح القدوة أن ”تعبير تدخل في حد ذاته غير مستحب”، وأردف أنه غير متأكد من التعبير الذي استخدم في قرار مجلس النواب الليبي، مضيفا أن التواجد الدولي في ليبيا يمكن البحث فيه من خلال التوافق الوطني الليبي العام، مع وجود رؤية واضحة دون التحدث عن قدوم قوة خارجية لفرض أشياء على ليبيا، وأنه إذا توافق الليبيون على آراء محددة على تواجد دولي يساعد في حل الأزمة فهذا أمر يكون مختلف، يضيف المتحدث، ونفى وجود أي تقصير من الجانب العربي تجاه ليبيا، بدليل المبادرات المبكرة المقدمة لمساندة ليبيا. وتجدر الإشارة إلى أن الجزائر كانت ولا تزال من بين الدول الرافضة لأي تدخل أجنبي في الملف الليبي، بالنظر إلى انعكاساته الخطيرة، باعتبار ليبيا دولة جارة مع الجزائر والتدخل يطرح مشاكل، وتستشهد الجزائر في هذا المجال بتدخل الناتو في ليبيا وانعكاساته على ماليوالجزائر والمنطقة برمتها بالنظر إلى التدفق الكبير للأسلحة الذي رافق عملية التدخل التي أطاحت بنظام معمر القذافي.