تشكل ملفات الأزمة الأمنية التي تعيشها ليبيا وإصلاح الجامعة العربية ومبادرة الجزائر لوقف العداون الإسرائيلي على غزة، أهم المحاور التي يتطرق إليها وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة في زيارته لمصر ويلتقي لهذا الغرض الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير الشؤون الخارجية المصري وعدد من المسؤوليين الآخرين. حل أمس بالعاصمة المصرية القاهرة رئيس الدبلوماسية الجزائرية، رمطان لعمامرة، في زيارة تستغرق يومين، يلتقي خلالها مع المسؤولين المصريين وفي مقدمتهم الرئيس، عبد الفتاح السيسي، ووزير خارجيته، سامح شكري، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام مصرية، حيث جاءت هذه الزيارة التي في أعقاب تأكيد الجزائر على لسان وزير خارجيتها، بأنها لا تؤمن بالحلول العسكرية لتسوية الأزمات السياسية التي تعاني منها دول الجوار على غرار الأزمة الليبية. كما أكد لعمامرة على أن الجزائر هي التي بادرت بالدعوة لإنشاء مجموعة دول الجوار لليبيا، لبحث حل للأزمة السياسية بهذا البلد الشقيق عن طريق الحوار بين الفرقاء، قبل أن يضيف بأن ”الجزائر تتقاسم مع كافة الدول المجاورة الرغبة في مساعدة الأطراف الليبية على إطلاق حوار وطني شامل وصولا إلى مصالحة وطنية وتشكل تصريحات لعمامرة جزءا من التوصيات التي خلص إليها اجتماع الحمامات بالجنوب التونسي في النصف الأول من شهر جويلية المنصرم، والذي خلص كما هو معلوم إلى تكليف الجزائر بالشق الأمني والعسكري، ومصر بالشق السياسي، وجمع فرقاء الأزمة على طاولة مفاوضات واحدة للوصول إلى حل سلمي للاقتتال الدائر في الجارة الشرقية للجزائر منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي. ومن هذا المنطلق، ينتظر أن تشكل الأزمة الليبية محور زيارة لعمامرة لمصر، وذلك من خلال العمل على إبقاء خيوط الأزمة الليبية بيد دول الجوار والمتمثلة في كل من الجزائر ومصر والسودان وتونس التشاد والنيجر، وإبعادها عن التدويل، الذي بات يدق أبوابها عبر العاصمة الإسبانية مدريد في المؤتمر الدولي المرتقب في السابع عشر من الشهر المقبل. كما يتطرق وزير الشؤون الخارجية إلى ملف إصلاح الجامعة العربية ولاسيما في هذا الوقت بالذات التي تتعرض فيه المنطقة العربية لتحديات أمنية وسياسية قد تكون لها عواقب خطيرة. ومن المرجح أيضا أن يتناول الطرفان الجزائر والمصري مبادرة الجزائر الأممية لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لاسيما وأن الرئيس المصري كان أول المرحبين به المبادرة من خلال اتصال هتافي مع نظيره عبد العزيز بوتفليقة.